حِينئذٍ قوله: (أَوْ أَلِفْ) ألفٌ واحدة وهي الألف المقصورة، سواءٌ كانت أصلية، يعني: لم تُبْدَل كما في ألف: (حبلى وسلمى) أو أُبْدِلت همزةً كما في: (صحراء وحمراء) إذاً: النوعان نوعٌ واحدٌ عند البصريين، ومذهب الكوفيين: أنَّها أصلٌ أيضاً .. كلٌ منهما أصل، لكن المشهور الأول: أن همزة صحراء .. الهمزة هذه همزة تأنيث لكنَّها مُبْدَلة عن ألف: حبلى.

عَلاَمَةُ التَّأْنِيثِ تَاءٌ أَوْ أَلِفْ ... وَفِي أَسَامٍ قَدَّرُوا التَّا كَالْكَتِفْ

التاء على قسمين:

- متحركة وتَختصُّ بالأسماء، مثل: فاطمة، ومسلمةٌ، تدخل في الأعلام وتدخل في الصفات.

متحركة وتختص بالأسماء كـ: قائمة.

- وساكنة: وهذه تَختصُّ بالأفعال، تقول: قامت هندٌ .. هندٌ قامت، هذه التاء مُختصَّة بالأفعال وهي ساكنة، وهذا الفرق بينها وبين المختصَّة بالأسماء، تلك مُتحرِّكة وحركتها حركة إعراب: مسلمةٌ .. قائمةٌ .. فاطمة، نقول: هذه حركة إعراب، وأمَّا: قامت، فهي ساكنةٌ.

والألف كذلك مفردة، وهي المقصورة كـ: (حبلى)، وألفٌ قبلها ألفٌ فتقلب هي همزةٌ وهي الممدودة كـ: (حمراء) فالألف رُدَّت إلى نوعٍ واحد.

وقوله: (تَاءٌ أَوْ أَلِفْ) .. (أَوْ) هنا للتنويع، أتى بـ: (أَوْ) التي لأحد الشيئين، إشارةً إلى أنَّ العلامتين لا يجتمعان في كلمة واحدة: إمَّا علامةٌ هي التاء فتنتفي الألف، وإمَّا علامةٌ هي الألف فتنتفي التاء .. واحد من شيئين. إشارة إلى أنَّ العلامتين لا يجتمعان في كلمةٍ واحدة، فلا يُقال في (ذكرى): ذكراتٌ، لا يُقال باجتماع التاء والألف.

وأمَّا: (علقاةٌ وأرطاةٌ) اجتمع فيها ألفٌ وتاء، نقول: الألف هنا ليست للتأنيث .. ليست ألف: (صحراء) وإنما الألف هنا للإلحاق بـ: (جعفر) فإذا كانت للإلحاق فحِينئذٍ لا بأس أن يجتمع الألف مع التاء.

وأمَّا: (علقاةٌ وأرطاةٌ) فألفهما مع وجود التاء للإلحاق بـ: (جعفر)، ومع عدمها للتأنيث، وقَدَّم التاء على الألف في قوله: (عَلاَمَةُ التَّأْنِيثِ تَاءٌ أَوْ أَلِفْ) لأنَّها أكثر، وأظهر دلالة من الألف، لأنَّها لا تلتبس بغيرها .. التاء لا تلتبس بغيرها بخلاف الألف، الألف كما سيأتي قد تأتي للإلحاق .. قد تأتي للتكثير .. قد تأتي للتأنيث، حِينئذٍ لها احتمالات، فيلتبس هل هذه للإلحاق .. هل هذه للتكثير كما في: (قَبَعْثَرا) قد يظن الضان أنها ألف للتأنيث ليست كذلك، بل هي ألف التكثير.

كذلك: (عَلْقَى) إذاً: قَدَّم التاء على الألف لأنها أكثر وأظهر دلالةً من الألف لأنَّها لا تلتبس بغيرها، بخلاف الألف فإنها تلتبس بغيرها فيحتاج إلى تمييزها، وإنما قال: (تَاءٌ) ولم يقل: هاءٌ، لِمَا ذكرناه سابقاً أنَّ مذهب البصريين: أنَّ الهاء بدلٌ عن التاء، فإذا قلت: قائمه، وقفت عليه بالهاء وهي ساكنة، والأصل: قائمةٌ.

وإنما قال: (تَاءٌ) ولم يقل: (هاءٌ) ليشمل الساكنة كتاء: قامت هندٌ، ولأنَّ مذهب البصريين: أنَّ التاء هي الأصل، والهاء المُبْدَلة في الوقف فرعها، وعكس الكوفيون: جعلوا الهاء هي الأصل، والتاء هي الفرع.

عَلاَمَةُ التَّأْنِيثِ تَاءٌ أَوْ أَلِفْ ... وَفِي أَسَامٍ قَدَّرُوا التَّا كَالْكَتِفْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015