أن يكون صالحاً للاستغناء عنه بأجنبي فلا يُخبَر عَمَّا يقع به الرَّبط في الجمل كـ: جملة المبتدأ، وجملة الخبر، وجملة النعت، وجملة الحال، تقول: الضمير يقع رابطاً بين الجملتين، كذلك اسم الإشارة، اسم الإشارة لا يُستغنى عنه باسمٍ ظاهر، والضمير لا يستغنى عنه باسمٍ ظاهر، لو قلت: زيدٌ قام أبوه، أو: زيدٌ هو قائمٌ، جملة: (هو قائمٌ) خبر، ما الرَّابط؟ هو، هل يَصِح أن يَحُل مَحل (هو) عمرو أو بكر، قلت: زيدٌ عمروٌ قائمٌ، ويَصِح الرَّبط؟ لا، إذاً: لا يَصِح أن يَحلَّ محل هذا الضمير أو هذا الاسم ما هو أجنبي، فإذا كان كذلك حِينئذٍ لا يَصِح الإخبار عنه.
أن يكون صالحاً للاستغناء عنه بأجنبي، فلا يُخبَر عَمَّا يقع به الرَّبط، وشَمِل الضمير نَحو: زيدٌ ضربته، واسم الإشارة نحو: زيدٌ ضربت ذلك، (ذلك) لا يُخبَر عنه، لأنَّه لا يَحُل مَحلَّه اسمٌ ظاهر، فلا يُستغنى عنه بأجنبي، كذلك: زيدٌ ضربته، الهاء هنا لا يصح الإخبار عنه، لأنَّه رابط.
إذاً: كل ضميرٍ رابطٍ بين جملة المبتدأ والخبر لا يصح الإخبار عنه، سواء كان ضميراً أو اسم إشارة، نَحو: زيدٌ ضربت ذلك، فلا يَجوز الإخبار عن واحدٍ منهما، لأنَّك لو أخبرت عنه للزم أن تضع ضميراً في موضعه يَخلُفه على القاعدة السابقة المُتقدِّمة، وهو قد كان يربط الخبر بالمبتدأ، ثُم زِدْتَ الموصول وهو أيضاً يلزم أنْ يعود عليه ضميرٌ من الصِّلة، وليس في الكلام عندنا إلا ضمير واحد.
عندنا رابط بين جملة المبتدأ والخبر، وعندنا ضمير نحتاجه يرجع إلى الصِّلة، أنْتَ أخْلَفْتَ الاسم الظَّاهر ضميراً واحداً، هذا الضمير تنازعه شيئان: إمَّا أنْ يكون عائداً رابطاً للمبتدأ .. خبراً للمبتدأ، وإمَّا أن يكون الضمير عائداً للصِّلة، إمَّا هذا أو ذاك هو واحد، إنْ جعلته للمبتدأ .. عائداً على المبتدأ حِينئذٍ تَخلَّت الصِّلة عن ضمير يعود الموصول وهذا مُمتنع، وإنْ جعلت الضمير عائداً على الاسم الموصول حِينئذٍ خَلَت الجملة الخبرية من ضميرٍ يعود على المبتدأ.
إذاً: وليس في الكلام غير ضميرٍ واحدٍ وهو المَجْعُول خَلَفْ المُخْبَر عنه، فإن أعَدْتَه على المبتدأ أبقي الموصول بلا ضمير، وإن أعدته على الموصول بقي المبتدأ يلا ضمير فامتنع الإخبار، يعني لو قيل لك: أخْبِر عن الضمير: الذي زيدٌ ضربته هو، (زيدٌ ضربته) أخبر عن الضمير، تقول: الذي زيدٌ ضربته هو، لأنَّ الضمير انفصل: زيدٌ ضربته، أخبر عن الضمير، انفصل .. صار (هو) جعلته مُتأخِّراً وجئت بـ: (الَّذِيْ) مبتدأ .. الذي هو، (هو) من أين جاء هذا؟ الضمير المتَّصِل (ضربته) تأخذ الجملة توسِّطها بين (الَّذِيْ) والخبر: الذي ضربته هو، (الذي) مبتدأ، و (هو) خبر.
طيب! الذي زيدٌ ضربته، أخْلَفت الضمير الذي أخذته ضمير مَحلَّه، حِينئذٍ (ضربته) هذا الضمير إمَّا أنْ يعود إلى (زيد) وهو المبتدأ لأنَّ الجملة خَبَريَّة هنا، وإمَّا أن يعود إلى الاسم الموصول وهو واحد، إنْ أعَدْتَه إلى (زيد) امتنع أن يكون للموصول، إنْ أعَدْتَه للموصول امتنع أن يكون لـ: (زيد) حِينئذٍ امتنع في هذا التركيب إذا كان الاسم المسئول عنه رابطاً بين الجملتين: زيدٌ ضربته .. الذي زيدٌ ضربته هو.