قال: (قَبُولُ تَأْخِيْرٍ) (قَبُولُ) هذا مبتدأ، وهو مضاف و (تَأْخيْرٍ) مضاف إليه، (وَتَعْرِيفٍ) هذا معطوف على (تَأْخِيْر)، (لِمَا أُخْبِرَ عَنْهُ) (لِمَا) هذا مُتعلِّق بقوله: (حُتِمَا)، (قَدْ حُتِمَا) هذا خبر المبتدأ، (قَبُولُ) مبتدأ، (قَدْ حُتِمَا) .. (قَدْ) للتحقيق هنا، (حُتِمَا) هو، والألف للإطلاق، الجملة خبر.
(لِمَا) مُتعلِّق بقوله: (حُتِمَا)، (أُخْبِرَ عَنْهُ) .. (عَنْهُ) نائب فاعل، والجملة صِلَة الموصول لا مَحلَّ لها من الإعراب (لِمَا أُخْبِرَ عَنْهُ)، (هَا هُنَا) يعني: في هذا المَحل: (بَابُ الإِخْبَار بِالَّذِي وفُرُوعِهِ) مُتعلِّق بـ: (حُتِمَا).
(كَذَا الْغِنَى عَنْهُ) .. (كَذَا) هذا شرطٌ.
. . الْغِنَى عَنْهُ بِأَجْنَبِيٍّ اوْ ... بِمُضْمَرٍ شَرْطٌ. . . . . . . . .
(الْغِنَى) مبتدأ، و (شَرْطٌ) خبره، و (كَذَا) مُتعلِّق بـ: (شَرْطٌ) شرطٌ كذا، أي: مثل الذي سبق من الشُّروط في كونه مُتحتِّم، لأنَّه أخبر عن قبول التأخير والتَّعريف بأنَّه حُتِم فدلَّ على أنَّه واجب، فإذا كان كذلك فهو شرطٌ، ثُم فَصل الكلام قال:
كَذَا الْغِنَى عَنْهُ بِأَجْنَبِيٍّ اوْ ... بِمُضْمَرٍ شَرْطٌ. . . . . . . . .
هذا معنى الوجوب أو التَّحتُّم الذي ذكره أولاً.
إذاً: (كَذَا) هذا متعلق بقوله: (شَرْطٌ) الذي هو خبر، و (ذَا) اسم إشارة أراد بها الشَّرطين السَّابقين، قَبُولُ تَأْخِيْرٍ وَتَعْرِيفٍ.
(الْغِنَى عَنْهُ) (عَنْهُ) مُتعلِّق بـ: (الْغِنَى)، مصدر وهو مبتدأ، (بِأَجْنَبِيٍّ) مُتعلِّق بـ: (الْغِنَى)، (أَوْ) بِمعنى الواو، (بِمُضْمَرٍ) ما إعراب (بِمُضْمَرٍ)؟ (بِأَجْنَبِيٍّ اوْ بِمُضْمَرٍ) لا تقل: مُتعلِّق كما ذكرناه سابقاً (بِظَاهِرٍ)، يكون معطوفاً، الجار والمجرور قد لا يكون مُتعلِّقاً فتنظر إلى السِّياق.
هنا قال: (أَوْ بِمُضْمَرٍ) معطوف على قوله: (بِأَجْنَبِيٍّ).
(فَرَاعِ مَا رَعَوْا) راعي ما رعوه، (مَا) اسم موصول مفعولٌ به، (رَعَوْا) رعوه.
إذاً: يُشترط فيما ذكره النَّاظم أربعة شروط:
- الأول: (قَبُولُ تَأْخِيْرٍ) يعني: هذا الاسم الذي قيل لك: أخْبِر عنه، يقبل التَّأخير .. أنْ يكون قابلاً للتَّأخير احترازاً مِمَّا له صدر الكلام، لأنَّك لو سئلت عن (أيِّهم) كما مثَّل بعضهم، (أيُّهم) من قولك: أيُّهم في الدار؟ أخبر عن (أيهم) بـ: (الَّذِيْ) ستأخذ: (أيُّ) تجعلها ماذا .. هل يجوز هذا؟ ما يجوز، لأنَّ (أيّ) لها صدر الكلام.
إذاً: ليس كل اسمٍ يسأل عنه أخبر عنه بـ: (الَّذِيْ) يجوز، حِينئذٍ لا بُدَّ أن يكون قابلاً للتأخير، لأنك ستجعله خبراً مُتأخِّراً، إذاً: (مَا) التَّعجُبيَّة، و (كم) الاستفهاميَّة، و (كم) الخبريَّة، وأسماء الشَّرط، وأسماء الاستفهام، كل ما قيل فيه: إنَّه له صدر الكلام لا يَصِح دخوله في هذا الباب.
وهذا فيه معنى التمرين، لأنَّه يقول لك: أخبر عن (أيهم) نقول: لا .. ما يجوز، (أيُّ) هذا سبق في باب الاستفهام أنَّه له حق الصَّدارة فلا يجوز تأخيره.