(وَبِاللَّذَيْنَ) هذا جار ومجرور مُتعلِّق بقوله: (أَخْبِرْ) (وَالَّذِينَ وَالَّتِي) معطوفٌ عليه، ولذلك النَّاظم هنا قال: (الإِخْبَارُ بِالَّذِي) ثُم تَبَرَّع بذكر (اللَّذَيْنِ وَالَّذِينَ وَالَّتِي) والمشهور عند النُّحاة أنهم يقولون: (الإخْبَار بِالَّذِي وَفُرُوعِهِ) إذا كان كذلك حِينئذٍ وفَّى بالتَّرجَمة، لأنَّه ترجم لشيءٍ واحد وزاد، يسمى تَبَرُّع، حِينئذٍ لَمَّا لم يقل: (بِالَّذِي وَفُرُوعِهِ) نقول: تَبَرَّع النَّاظِم، يعني: زادنا.

(وَبِاللَّذَيْنِ) هذا قلنا: مُتعلِّق بقوله: (أَخْبِرْ)، (وَالَّذِينَ وَالَّتِي) معطوفٌ على الأول، (أَخْبِرْ) أنت (مُرَاعِياً) في الضمير، هذا حال من الضمير المستتر في (أَخْبِرْ) أخبر حال كونك (مُرَاعِياً) في الضمير (وِفَاقَ الْمُثْبَتِ)، (مُرَاعِياً وِفَاقَ) يعني: موافقة (الْمُثْبَتِ) يعني: القواعد التي سبقت في باب الاسم الموصول، عَلَى ضَمِيرٍ لاَئِقٍ مُشْتَمِلَهْ.

فحِينئذٍ نقول: (وِفَاقَ) هذا مفعولٌ لـ: (مُرَاعِياً) .. (مُرَاعِياً) هذا اسم فاعل، (الْمُثْبَتِ) أي: المخبر عنه في المعنى، يعني: أنَّ المخبَر عنه إذا كان مثنَّىً أو مجموعاً، أو مؤنَّثاً جيء بالموصول مُطابقاً له، لأنَّه خبرٌ عنه: ضربت الزَّيْدين، أخبر عن (الزَّيْدَيْن) اللذان ضربتهما الزيدان، ضربت الزَّيْدِيِن، أخر عن (الزَّيْدِيِن) الذين ضربتهم الزَّيْدُوُن، ضربت هنداً .. التي ضربتها هندٌ.

أي: إذا كان الاسم الذي قيل لك أخْبِر عنه مثنىً فجئ بالموصول مثنىً كـ: (اللَّذَيْنِ) وإن كان مجموعاً فجيء به كذلك كـ: (الَّذِينَ)، وإن كان مؤنَّثاً فجيء به كذلك كـ: (الَّتي) والحاصل: أنَّه لا بُدَّ من مطابقة الموصول للاسم المخْبَر عنه به، لأنَّه خبرٌ عنه، ولا بُدَّ من مطابقة الخبر للمخْبَر عنه، إن مفرداً فمفرد، وإن مثنَّىً فمثنَّىً، لأنَّه يقول لك: أخْبِر بـ: (الَّذِيْ) عند الزَّيْدَيْن، تغلط تقول: الذي الزيدان .. لا! حِينئذٍ لا بُدَّ من المطابقة، وإذا حذفت الضمير حِينئذٍ لا بُدَّ أن يكون مطابقاً للاسم الموصول.

إن مفرداً فمفرد، وإن مثنَّىً فمثنَّىً، وإن مجموعاً فمجموع، وإن مُذكَّراً فمُذكَّر، وإن مؤنَّثاً فمؤنَّث، فإذا قيل لك: أخبر عن الزَّيْدَين من: ضربت الزَّيْدَين، قلت: اللذان ضربتهما الزيدان، وإذا قيل أخبر عن الزَّيْدِين من: ضربت الزَّيْدِين، قلت: الذين ضربتهم الزَّيْدُون، فإذا قيل: أخبر عن هندٍ من: ضربت هنداً، قلت: التي ضربتها هندٌ.

ابن عقيل هذا شرح عصري، يعني: بدل من الكتب التي تؤلَّف الآن يُجعل مكانها ابن عقيل أجْوَد.

قَبُولُ تَأْخِيْرٍ وَتَعْرِيفٍ لِمَا ... أُخْبِرَ عَنْهُ هَا هُنَا قَدْ حُتِمَا

كَذَا الْغِنَى عَنْهُ بِأَجْنَبِيٍّ اوْ ... بِمُضْمَرٍ شَرْطٌ فَرَاعِ مَا رَعَوْا

يعني: لَمَّا بَيَّن كيفية الإخبار شرع في شروطه، يعني: هل كل اسمٍ يُقال فيه: (أَخْبِرْ عَنْهُ بِالَّذِيْ)؟ الجواب: لا، لا بُدَّ من استيفاء شروط ذكر منها النَّاظِم أربعة، وفي الحقيقة هي ثلاثة، لا بُدَّ من استيفائها، فإن لم تكن كذلك لا يجوز أنْ يُقال: (أَخْبِرْ عَنْهُ بِالَّذِيْ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015