- الثاني: أنها تقع في مثالٍ صالحٍ لألف التأنيث، نحو: أرْطَى، فإنه على مثال: سَكْرَى، هو صالحٌ بنفسه لألف التأنيث، يعني: قابلٌ لها، لأنه مثل: سَكْرَى، وعِزْهَى، فهو على مثال: ذِكْرَى، بِخلاف الممدودة نحو: عَلْبَاء، وشِبْه الشيء بالشيء كثيراً ما يلحقه به، وهنا المقصورة للإلحاق أشْبَهت المقصورة هناك في التأنيث فألحقت بها.

إذاً: فتمنعه من الصَّرْف للعَلميَّة وشبه ألف الإلحاق بألف التأنيث، من جهة أنَّ ما هي فيه والحالة هذه، أعني: حال كونه عَلَماً لا يقبل تاء التأنيث، فلا تقول فيمن اسمه عَلْقَى: عَلْقَاةٌ، هذا لا يُقال، كما لا تقول حَبْلَى: حُبْلاةٌ، فإن كان ما فيه ألف الإلحاق غَيْرَ عَلَمٍ كـ: عَلْقَى وأرْطَى -لنبات ونحوه- قبل التَّسمِية بهما صرفته، لأنه والحالة هذه لا تشبه ألف التأنيث، وكذا إن كانت ألف الإلحاق ممدودةً كـ: عَلْبَاء، فإنك تصرف ما هي فيه عَلَماً كان أو نكرة.

إذاً:

وَمَا يَصِيرُ عَلَماً مِنْ ذِيْ أَلِفْ ... زِيْدَتْ لإِلْحَاقٍ ..........

هذا أشْبَه ما يكون مُحلقاً بقوله: (فَأَلِفُ التَّأْنِيْثِ) هناك، إذا كانت مقصورة حِينئذٍ دَلَّت الألف على التأنيث بذاتها، الملحق به حِينئذٍ يأخذ حكمه بشرط إضافة العَلميَّة إليه، فإن وجدت فيه العَلميَّة حِينئذٍ وجد فيه عِلَّتان إحداهما ترجع إلى اللفظ، والأخرى ترجع إلى المعنى، تمنعه من الصَّرْف.

فـ: عَلْقَى وأرْطَى، قبل التَّسميَّة ليسا ممنوعين من الصَّرْف، وأمَّا بعد التَّسميَّة حِينئذٍ نقول: هما ممنوعان من الصَّرْف للعَلميَّة ولشبه ألف التأنيث، ووجه الشَّبَه ما ذكرناه في السابق.

إذاً: (وَمَا يَصِيرُ) (مَا) يعني: الاسم الذي (يَصِيرُ عَلَمَاً) وأمَّا قبله فهو مصروفٌ (مِن ذِي أَلِفْ) يعني: من اسمٍ صاحب ألفٍ (زِيدَتْ) هذه الألف وهو صفة لألف (لإِلحَاقٍ) وعرفنا معنى الإلحاق (فَلَيْسَ يَنْصَرِفْ) فهو ممنوعٌ من الصَّرْف، للتأنيث أو شبه التأنيث مع العَلميَّة.

ونقف على هذا، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... !!!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015