* العلمية والعدل
* لغات العرب فيما كان على وزن (فعال) ـ
* حكم ما اشترط فيه العلمية عند انتفائها
* حكم الإسم المنقوص الممنوع من الصرف
* صرف الممنوع من الصرف ومنع المصروف ضرورة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبينَّا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
لا زال الحديث في بيان العلل التي تَمنع الاسم من الصَّرف، وقفنا عند قول الناظم:
وَالْعَلَمَ امْنَعْ صَرْفَهُ إِنْ عُدِلاَ ... كَفُعَلِ التَّوْكِيْدِ أَوْ كَثُعَلاَ
وَالْعَدْلُ وَالتَّعْرِيفُ مَانِعَا سَحَرْ ... إِذَا بِهِ التَّعْيِينُ قَصْداً يُعْتَبَرْ
(والعَلَمَ امْنَعْ صَرْفَهُ) لا زال الحديث فيما يِتَعلَّق بالعلل التي تَمنع الصَّرف بشرط العلميَّة، قلنا ما يكون نكرة ولا يُشْتَرَط فيه التَّعريف خمسة، وهي التي بدأ بها الناظم، ثُمَّ شرع في أقسامٍ أو أنواعٍ سبعة لا تمنع الصَّرف إلا مع وجود العلميَّة، هنا قال:
وَالْعَلَمَ امْنَعْ صَرْفَهُ إِنْ عُدِلاَ ..
إذاً: العدل مع العلميَّة، ولكنَّه ذكره في ثلاثة أنواع يعني: العلميَّة والعدل يكونان مانعين للصَّرف في ثلاثة مواضع:
الأوَّل: ما أشار إليه بقوله (كَفُعَلِ التَّوْكِيْدِ).
والثاني: قوله (أَوْ كَثُعَلاَ).
والثالث بقوله: (وَالْعَدْلُ وَالتَّعْرِيفُ مَانِعَا سَحَرْ) بالشَّرط الَّذي ذكره: (إِذَا بِهِ التَّعْيِينُ قَصْداً يُعْتَبَرْ).
(وَالْعَلَمَ امْنَعْ صَرْفَهُ) (الْعَلَمَ) قلنا: هذا منصوبٌ على الاشتغال، امْنَعْ صَرْفْ العَلَمِ، يكون على حذف مضاف، لأن (الْعَلَمَ) لوحده لا يتسلَّط عليه العامل (امْنَعْ العَلَمَ) هذا ما يَتَأتَّى (امْنَعْ صَرْفْ العَلَمْ) حينئذٍ حُذِف المضاف وأُقِيم المضاف إليه مُقَامَه، فإذا جئت تُعْرِب مثل هذا تقول: (الْعَلَمَ) مفعولٌ به على حذف مضاف، منصوبٌ على الاشتغال على حذف المضاف، من أجل أن يُفَسَّرْ، من أجل أن يُسَلَّط عليه العامل فيصح المعنى.
(إِنْ عُدِلاَ) الألف للإطلاق، وعرفنا المراد بالعَدْل: وهو تحويل الاسم من حالةٍ إلى حالةٍ أخرى مع بقاء المعنى الأصلي، وهذا عندهم على نوعين: (مُحَقَّقْ وَمُقَدَّرْ) (مُحَقَّقْ) هذا قليل أرادوا أن ينسبوا بعضها إلى بعض، كما قالوا في (فُعَلْ .. عُمَرْ) مَعْدُولٌ عن (عَامِر) عَامِر مسموع و (عُمَرْ) مسموع، كلاهما مسموعان، لكن كون (عُمَرْ) مَعْدُول عن (عَامِر) هذا يحتاج إلى دليل، وإلا (عَامِر) لفظٌ مستقل اسم فاعل و (عُمَرْ) كذلك مُستقل، ذاك مصروف (عَامِر) وهذا ممنوعٌ من الصَّرف.
كونه مَعْدُولاً عنه مُحَوَّل: عُمَرْ عن عَامِر، هكذا ادَّعى النُّحاة، ولذلك سبق أن العَدْل هذه العلَّة عَليلة في نفسها، والتَّقدير فيما إذا لم يُسْمَع قالوا: زُحَلْ .. زَاحِلْ، ما سُمِع (زَاحِلْ) كذلك: قُثَم .. قاثم، وثُعَلْ عند بعضهم ثَاعِل، وإن سُمِع (أثْعَلْ) كما سيأتي.
إذاً: العَدْل: هو تحويل الاسم من حالةٍ إلى حالةٍ أخرى مع بقاء المعنى الأصلي، وهذا إنَّما يكون في الألفاظ ولا يكون في المعاني .. يكون في الصِّفات ويكون في المعارف، في الصِّفات سبق: مَثْنَى وثُلاث، وهذا في العدد وفي غيره .. غير العدد لفظ (أُخَرْ) فقط ليس ثَمَّ لفظ آخر، وأمَّا في المعارف فهذا على نوعين: