(كَذَاكَ) أي: مثل ذَا (ذَا) اسم إشارة يرجع إلى المُركَّب المَزْجي الممنوع للعَلميَّة، يُمنع حَاوِي، يعني: ما حوى وجمع زائدي فعلانا، الألف للإطلاق و (زَائِدَا فَعْلاَنَا) المراد بهما الألف والنون، إذاً: العَلَم المختوم بألفٍ ونونٍ زائدتين ممنوعٌ من الصَّرْف، لعِلَّتين: إحداهما لفظيَّة ترجع إلى اللفظ وهي الزيادة، ألف ونون يُنطَق بها، والثانية: العَلميَّة، وهي راجعة إلى المعنى، فحِينئذٍ ما وجد فيه هاتان العِلَّتان نقول: يُمنع من الصَّرْف.

يعني: أنَّ (زائِدَي فَعْلاَنَا) يمنعان مع العَلميَّة في وزن (فعلانا) وفي غيره فعلانا، هناك قال: (زائِدَا فَعْلاَنَ) قلنا: قصد اللفظ .. الوزن دون غيره، فلو كان في باب الصفة فِعْلَان أو فُعْلَان، لا يَمتنع من الصَّرْف، بل يصرف، لأن ثَمَّ قيدين:

أولاً: أن يكون على وزن (فَعْلان) بِفتحٍ فسكون مع الزيادة، حِينئذٍ الوزن مخصوص، فلو كان في باب الصفة هناك: فِعْلان أو فُعْلان انصرفا، وهل هنا (فَعْلاَنَا) أراد به ما أراد في السَّابق؟ الجواب: لا، وإن كان لفظه (كَذَاكَ حاوِي زائِدَي فَعْلاَنَا) نقول: هنا قد يوهم أنَّه كسابقه، لأنه في الوَصْفيَّة يشترط أن يكون على وزن (فَعْلان) .. سَكْران .. عطشان، وأمَّا هنا فلا يشترط، بل لو كان (فَعْلان) مثل سَلْمان، و (فُعْلان) مثل عُثْمان، و (فِعْلان) مثل عِمْران، نقول: الكل مَمنوعٌ من الصَّرْف.

طيب! لماذا خَصَّ هنا (فَعْلاَنَا)؟ نقول: هو ما أراد الوزن، وإنما أراد الزيادة بدليل المثالين، لأنه قال: (كَغَطَفَانَ) (غَطَفَانَ) على وزن (فَعَلان) ليس (فَعْلان) بإسكان العين وإنما (فَعَلان) و (أَصْبَهَانَ) (أفْعلان) وليست (فَعْلانا).

إذاً: بالمثال علمنا العموم، وأن الوَهْم الذي يمكن أن يَرِد من قوله: (فَعْلاَنَا) مصروفٌ بالمثال، إذاً:

كَذَاكَ حَاوِيْ زَائِدَيْ فَعْلاَنَا ... كَغَطَفَانَ وَكَإِصْبَهَانَا

لَمَّا كان قوله: (فَعْلاَنَا) يُوهم إرادة هذا الوزن كما تَقدَّم في الوَصْف أزاله بالمثال، فقال: (كَغَطَفَانَ) على وزن (فَعَلان) اسم قبيلة، إذاً: (غَطَفَانَ) نقول: مَمنوعٌ من الصَّرْف، للعَلميَّة وزيادة الألف والنون، لا تقل: على وزن (فَعْلان) هناك تقول على وزن (فَعْلان) في باب الوَصْفيَّة، وأمَّا هنا لا، تقول: للعَلميَّة وزيادة الألف والنون.

كذلك: (وَكَإِصْبَهَانَا) كَرَّر الكاف للوزن، وهو على وزن (أفْعَلان) حِينئذٍ مَمنوعٌ من الصَّرْف للعَلميَّة وزيادة الألف والنون، ولا تقل: لكونه على وزن (فَعْلان) لأنه ليس على وزن (فَعْلان) وإنما هو على وزن (أفْعَلان) و (أَصْبَهَانَ) اسم مدينةٍ بفارس يقال: إصبهان وأصبهان، بِكسرٍ وفتحٍ عند أهل المغرب، وبالفاء عند أهل المشرق (أصْفَهَان) ولذلك أحياناً ينسب يُقال: أصبهاني أصفهاني، هما واحد قد يؤتى بالباء، وقد يؤتى بالفاء.

يعني: أنَّ (زَائِدَي فَعْلاَنَا) يَمنعان مع العَلميَّة في وزن (فَعْلان) وفي غيره، نحو: حمدان، وعثمان، وغطفان، وأصبهان، وقد نَبَّه على التعميم بالتَّمثِيل، فالوزن حِينئذٍ (فعلان) الذي ذكره النَّاظم هنا غير مُختص بـ: (فَعْلان) نحو: سَلْمان، وعِمْران، وعثمان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015