قال الشَّارِح: " كذلك يُمنع الاسم من الصَّرْف إذا كان عَلماً، وفيه ألفٌ ونون زائدتان (كَغَطَفَانَ وَكَإِصْبَهَانَا) فتقول: هذا غَطَفانٌ، ورأيت غَطَفَانَ، ومررت بِغَطَفانَ، فتمنعه من الصَّرْف للعَلميَّة، وزيادة الألف والنون ".
إذاً: نَحكم عليه بكونه ممنوعاً من الصَّرْف لزيادة الألف والنون، وكونه عَلَماً، وعلامة زيادة الألف والنون .. متى نحكم على أنَّ الألف والنون زائدتان؟ هذا مبحثه في فَنِّ الصَّرْف، لكن قاعدة مهمة نذكرها فحسب، والإحالة على (الشَّافيَّة) إن شاء الله. علامة زيادة الألف والنون سقوطهما في بعض التَّصاريف، كسقوطهما في رَدِّ: نِسيَان وكُفرَان (نِسْيَان) الألف والنون زائدة، لأنك تقول: نسي زيدٌ، أين الألف والنون؟ سقطت، وهذا من علامة الزائد .. علامة الزائد أنه يسقط في بعض التَّصاريف، ولا ينوى مُقدراً.
و (كُفْرَان) نقول: الألف والنون زائدتان، لماذا؟ لأنك تقول: كَفَر، والكُفْر، إذاً: ليس فيه ألف ونون، إذاً: نحكم على كون الألف والنون زائدتين بسقوطهما في بعض التَّصاريف، لا يلزم أن تسقط في كل التَّصاريف لا، لأن الحرف الأصلي لا يُمكن أن يسقط أبداً في جميع تصاريفه، جئت به ماضياً .. مضارعاً .. أمراً .. اسم فاعل .. اسم مفعول .. مصدر، لا يُمكن أن يسقط منه حرف البَتَّة إلا إذا نُوِيَ مُقدَّراً لِعِلَّة ونحو ذلك، وما عداه فيبقى.
فإن كان فيما لا يَتصرَّف، قد يكون جامداً لا يَتصرَّف، فعلامة الزيادة أن يكون قبلهما أكثر من حرفين أصولاً، قبل الألف تنظر .. قبلهما .. قبل الألف والنون، هل قبلهما ثلاثة أحرف أصول أم لا؟ إن كان قبلهما ثلاثة أحرف أصول حَكَمْت عليهما بأنهما زائدتان، فإن كان فيما لا يَتصرَّف فعلامة الزيادة أن يكون قبلهما أكثر من حرفين أصولاً، يعني: لا حرف واحد ولا حرفين، وإنما يكون أكثر من حرفين: سَلْمَان، نقول: هذا لا يَتصرَّف في الأصل لأنه جامد، حِينئذٍ نقول: قبل الألف والنون ثلاثة أحرف، وكلها أصول.
فإن كان قبلهما حرفان ثانيهما مُضعَّف، مثل: حَسَّان، حِينئذٍ نقول: حَسَّان السين والسين حرفان، وهذا مُضعَّف، يعني: مُدْغَم الأوَّل في الثَّاني، هذا مِمَّا اختُلِف فيه .. فيه قولان، فلك اعتباران: إن قَدَّرْت أصالة التَّضْعِيف فالألف والنون زائدتان، إمَّا أن تقول: التضعيف أصْلي أو زائد (حَسَّان) ما كان قبل الألف مُضعَّف فإمَّا أن تُقدِّر أن التضعيف زائد أو أصلي، إن قَدَّرته أصْلياً حِينئذٍ الألف والنون زائدتان، والعكس بالعكس: إن قَدَّرت التضعيف زائداً فالنون أصلية، لأنه يكون من الحُسْن، وإذا قَدَّرته أصلياً فالألف والنون زائدتان.
إذاً: فلك اعتباران: إن قَدَّرْت أصالة التضعيف، أنَّه أصلي وليس بزائد، فالألف والنون زائدتان، وإن قَدَّرت زيادة التضعيف فالنون أصليَّة، الألف لا تكون هنا إلا زائدة، حِينئذٍ يكون في الأول مأخوذاً من الحِس والألف والنون زائدتان، والثاني يكون مأخوذاً من الحسن، فالنون حِينئذٍ تكون أصْليَّة، مثل: شَاطَ وشَطَن.