قلنا: (تَرْكِيبَ مَزْجٍ) احترز به عن تركيبي الإضافة والإسناد كما سبق.
وأمَّا تركيب العدد نحو: خمسة عشر، فمُتَحتِّم البناء عند البصريين كما سيأتي في باب العدد "خمسة عشر"، بل جُعِل أصلاً في كثير من الأبواب في كونه مَبنياً لتركُّبه تركيب خمسة عشر، جعلوها أصلاً: خمسة عشر (خَمسةٌ) و (عَشَر) كما سيأتي في باب العدد.
إذاً: هو مُتَحتِّم البناء عند البصريين (خمسة عشر) وإذا كان كذلك حِينئذٍ لا حظ له في الإعراب، وإذا كان كذلك لا يدخل معنا من بابٍ أولى، لأن الصَّرْف الذي هو التنوين وعدمه إنما يلحق المعرب، وأمَّا المبني فلا حظ له، وأجاز فيه الكوفيون إضافة صدره إلى عجزه: خَمسةُ عَشرِه، رأيت خَمسةَ عَشَرِه، كما سيأتي في باب العدد.
فإن سُمِّي به ففيه ثلاثة أوجه:
الأول: أن يُقَرَّ على حاله.
الثاني: أن يُعرَب إعراب ما لا ينصرف.
الثالث: أن يُضاف صدره إلى عجزه، وهذا يأتي مبحثه معنا إن شاء الله تعالى.
وَالْعَلَمَ امْنَعْ صَرْفَهُ مُرَكَّبَا ... تَرْكِيبَ مَزْجٍ نَحْوُ "مَعْدِيكَرِبَا"
إذاً: ما اجتمع فيه العَلميَّة والتركيب المَزْجي غير المختوم بـ: (ويه) يكون مَمنوعاً من الصَّرْف لِمَا ذكرناه.
فإن نُكِّرَ حِينئذٍ صُرِفَ، لماذا؟ لانتفاء أحد السببين، لأننا منعناه باجتماع سببين لا بُدَّ من اجتماعهما، فإذا نُكِّرَ المُركَّب المَزْجي العلم حِينئذٍ نقول: رجع إلى أصله وهو الصَّرْف.
مِمَّا يَمنع صرف الاسم العَلميَّة والتركيب، نحو: مَعْديْكرب، وبَعْلَبَّك، فتقول: هذا مَعْديْكرِبُ، ورأيت مَعْديْكرِبَ، ومررت بِمَعْديْكرِبَ، إذاً: ممنوعٌ من الصَّرْف، في الأول لم يُنوَّن: هذا مَعْديْكرِبُ على أنَّه خَبَر، وسُلِب منه التنوين لكونه ممنوعاً من الصَّرْف للعَلميَّة والمُركَّب المَزْجي، رأيت مَعْديْكرِبَ، دون تنوين للعِلَّة السابقة، مررت بِمَعْديْكرِبَ (مَعْديْكرِبَ) هذا مَجرورٌ بالباء، وجَرُّه فتحة نيابةً عن الكسرة لأنه ممنوعٌ من الصَّرْف.
فتجعل إعرابه على الجزء الثاني وتمنعه من الصَّرْف للعَلميَّة والتركيب، وقد سبق الكلام عن الأعلام المُركَّبة في باب العَلَم.
كَذَاكَ حَاوِيْ زَائِدَيْ فَعْلاَنَا ... كَغَطَفَانَ وَكَإِصْبَهَانَا
(كَذَاكَ حَاوِي) حاوي كَذَاكَ (حَاوِي زَائِدَي فَعْلاَنَا) كَذَاكَ (كَذَاكَ) أي: مثل ذاك في كونه مَمنوعاً من الصَّرْف للعَلميَّة حَاوِي زائِدَي فَعْلاَنَا، وإن شئت جعلت (حَاوِي) صفة لموصوفٍ مَحذوف (علمٌ) كذاك علمٌ (حَاوِي زَائِدَي فَعْلاَنَا) ما هما زائدا فعلانا؟ الألف والنون، إذاً: ذو الزيادتين الألف والنون، كما سبق أنَّ ذا الزيادتين يكون مانعاً للفظ من الصَّرْف إذا كان وصفاً، مثل: سكران وعطشان، كذلك يكون مانعاً إذا اجتمع مع العَلميَّة دون الوَصْفيَّة.