كذلك (أُحَاد) و (مَوْحَد) و (ثُناء) و (مَثْنَى) كلَّها معدولة عن (واحدٍ .. واحدٍ) و (اثنين .. اثنين) وكذلك: (مَثْلَثْ ومَرْبَعْ) كما سيأتي، إذاً: العدل فرعٌ من هذه الحيثيَّة: أنَّه يستلزم معدولاً عنه، سواءٌ كان ملفوظاً به موجوداً في لسان العرب، أو كان مُقدَّراً.
(وَوَصْفٌ) عرفنا (الوصفية) أنَّها عِلَّةٌ معنويَّة، وأنَّها مفتقرة إلى موصوفٍ، وهذا وجه كونها فرعاً.
(وتَأْنِيثٌ) إذا وجِد في الاسم عِلَّة وهي كونه مؤنَّثاً، نقول: هذه العِلَّة سواءٌ كانت لفظية أو معنويَّة هذه العلَّة فرعية، لأنَّ الأصل: التذكير، فالمُذَكَّر أصل والمؤنَّث فرع، فإذا وجِد الاسم مؤنَّثاً قلنا هذه عِلَّةٌ فرعية، فرعاً عن المذكَّر، لأنَّ التذكير هو الأصل.
(ومَعْرِفَةٌ) المراد بالمَعْرِفَة هنا (العلميَّة) وسيأتي لماذا اختَصَّ العلم فقط دون سائر المعارف في هذا الباب، (مَعْرِفَةٌ) إذاً: (العلميَّة) فرعٌ، لأنَّ الأصل: هو التَّنكير.
(وعُجْمَةٌ) وهو أن يكون اللفظ على الأوضاع الأعْجَمِيَّة، وهذا واضحٌ بيِّن، لأنَّ العربي الفصيح، أو العربي مُطلقاً، إذا أراد أنْ يَتكلَّم فالأصل: أنَّه يتكلَّم بلسانه .. أن يأتيَّ بكلامٍ عربيٍّ من مُسند ومُسند إليه، وكلٌّ من الكلمتين عربيَّتين، فإذا استعمل ما ليس بعربي، حينئذٍ نقول: هذا عدولٌ عن أصلٍ إلى فرعٍ، فإذا استعمل كلمةً أعْجَمِيَّة نقول الأصل: أنَّه يستعمل كلمة عربية، هذا وجه الفرعية.
(ثٌمَّ جَمْعٌ) (جَمْعٌ) لا شكَّ أنَّه فرعٌ عن المُفرَد، فالأصل في الاسم: أن يكون مُفرداً، فإذا جاء جَمعاً قلنا: هذا فرعٌ إذا وجِد فيه علَّة فرعية.
(ثُمَّ تَرْكِيبُ) والمراد به: المُرَكَّب المَزْجِي كما سيأتي، المُرَكَّب المَزْجِي: بَعْلَبَكَّ، وحَضَرَمَوت، وسِيبَويه، ونحو ذلك، حينئذٍ إذا كان الاسم مُرَكَّباً قلنا: هذه علَّةٌ فرعية والأصل: عدَم التَّرْكِيب.
وَالنُّونُ زَائِدَةٌ مِنْ قَبْلِهَا أَلِفٌ ..
يعني: أن الألف والنُّون يكونان زائدتين، حينئذٍ المزيد عليه دون زيادةٍ أصلٌ لِمَا زيد، فـ: (عُثْمَانْ) الألف والنُّون زائدة، وأصل الكلمة مُؤَلَّفة من: عين، وثاء، وميم، حينئذٍ نقول الأصلُ: عدم الزيادة فما زيد عليه صار فرعاً.
(وَوَزْنُ فِعْلٍ) إذا كان الاسم على وزنٍ من أوزان الفعل نقول: هذا فرعٌ، لماذا الفرعيَّة ثبتت هنا؟ لأنَّ الاسم الأصل فيه: أن يكون على وزنٍ خاصٍ به، والفعل الأصل فيه: أن يكون على وزنٍ خاصٍ به، حينئذٍ: إذا جاء الاسم على وزنٍ لا يَختصُّ به وإنَّما جاء على وزن يَختصُّ بالفعل، حينئذٍ نقول هنا: جاء على فرعٍ، فالأصل في الاسم أن يكون على وزنه هو الخاص به، فإذا جاء على وزنٍ لا يَختصُّ به حينئذٍ نقول: عَدَل عن أصلٍ إلى فرعٍ وهو كونه على وزن الفعل.
(وَهَذَا القَولُ تَقْرِيبُ) وهذا الشَّرح مبسَّط.