بِمُضَارِعٍ: بدء بمضارع مُتعلّق ببدء.
ثَبَتْ: الجملة نعت لمضارع.
حَوَتْ ضَمِيرَاً يعني: اشتملَت على رابطٍ هو الضمير, دون الواو ولا تدخل عليها الواو، بل يمتنع إدخال الواو على جملة حالية مفتتحة بمضارع مُثبت لا منفي, ولذلك قال:
ومِنَ الْواوِ خَلَتْ وجوباً, ومن الواو خَلَت, خَلَت من الواو, من الواو مُتعلّق بقوله: خَلَت .. وجوباً.
إذن: ذَاتُ بَدْءٍ بِمُضَارِعٍ نقول: الحكمُ هنا مُعلَّق بالجملة الحالية إذا وقعت فعلاً مضارعاً مثبتاً؛ حينئذٍ تربط بالضمير دون الواو مثل: جاء زيد يضحكُ, جاء: فعل ماضي, وزيد: فاعل وهو صاحب الحال, (يضحك) هذه جملة، وَمَوْضِعَ الْحَالِ تَجِيءُ جُمْلَهْ, وقعَت الجملة هنا يضحك فعل وفاعل, والضميرُ مُستتر تقديره هو يعودُ على زيد, جاء زيد يضحكُ, هل يصحَّ أن يُقال: جاء زيد ويضحك؟
نقول الجواب: لا, لماذا؟ لأنهم استثنوا الجملة المضارعية المثبتة يعني: الذي لم يتقدَّم على الفعل المضارع حرف نفي, حينئذٍ نكتفي برابط واحد وهو الضمير، ولذلك قال:
حَوَتْ ضَمِيرَاً يربطها بصاحبها.
ومِنَ الْواوِ خَلَتْ وجوباً، لماذا؟ قالوا: لشبهه باسم الفاعل, أشبهَ الفعلُ المضارع المثبت اسم الفاعل, واسمُ الفاعل مفردٌ، والمفرد لا تدخل عليه الواو: جاء زيد ضاحكاً, جاء زيد يضحكُ, يضحك أشبهَ ضاحكاً, وضاحكاً لا تدخل عليه الواو، وإنما يُكتفى بالضمير؛ لأن ضاحِكاً فيه ضميرٌ يعود إلى صاحب الحال. لشبهه باسم الفاعل بخلاف الماضي فليس شبهه به شديداً, لأنه وإن أشبههُ في وقوعه صلة وصفة وحالاً؛ يزيد المضارع بكونه على حركاته وسكناته, وكالماضي في الجملة الاسمية.
أما الجملة الاسمية والجملة الفعلية المفتتحة بالماضي أو المضارع المنفي هذا سيأتي تفصيله معنا, الجملة الاسمية يصحُّ أن تقترنَ بالرابطين كما ذكرناه, يدُه على رأسه, ويده على رأسه, يجوزُ فيه الوجهان.
وَهْوَ نَاوٍ رِحْلَهْ جازَ فيه الوجهان, وهنا وجبَ تجريدها من الواو لأن المضارع أشبهَ اسم الفاعل واسم الفاعل إذا وقع حالاً لا تقترن به الواو.
وَذَاتُ وَاوٍ بَعْدَهَا انْوِ مُبْتَدَا ... لَهُ الْمُضَارِعَ اجْعَلَنَّ مُسْنَدَا
وَذَاتُ وَاوٍ بَعْدَهَا انْوِ مُبْتَدَا يعني: إذا جاءَ في لسان العرب ما ظاهرُهُ أنه مخالف للبيت الأول قررنا القاعدة أنه في لسان العرب ما إذا كانت الحال جملة فعلية مُفتتحة بمضارع مُثبت لا تدخل عليه الواو, لو جاءَ في لسان العرب ما ظاهرُه كذلك, مثل ماذا؟ قمت وأصُكُّ عينه, أصكُّ هذا فعل مضارع والجملة حالية تقدّمت عليها الواو.
قال: وَذَاتُ وَاوٍ يعني: ما سُمع من لسان العرب في الجملة السابقة صاحبة واو.
انْوِ بعدها.
مُبْتَدَا بعد الواو, وأصكُّ: وأنا أصكُّ, إذن ظاهرُها أنها جملة فعلية بالتقدير: جعلناها جملة اسمية فصحَّ دخول الواو عليها, إذن هذا فيه تأويلٌ للجملة الظاهرة التي وقعت بعد الواو نجعلها جملة اسمية, وأنا أصكُّ عينه.
وَذَاتُ وَاوٍ بَعْدَهَا بعد الواو.