موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة والفرق التي ضلت في ذلك

ثم قال رحمه الله في بيان وسطية أهل السنة والجماعة: (وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخوارج) الرافضة غلوا في بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغلوا في علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى أبلغوه درجة الإلهية فجعلوه رب العالمين.

ويقابلهم الخوارج الذين كفروا علياً وعثمان.

والرافضة جمعوا بين البدعتين بين الغلو والتقصير في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالوا بعضهم حتى رفعوهم إلى درجة الإلهية، وقصروا في أكثرهم حتى وصفوهم بالكفر والخيانة، فكفروا أبا بكر وعمر والزبير وجمهور صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما الخوارج فكفروا علياً وعثمان، وكفروا من كان معهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأهل السنة والجماعة وسط بين هاتين الضلالتين، فيوالون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً، ويعتقدون أنهم خير القرون، وأنه لا كان ولا يكون مثلهم رضي الله عنهم، وسيأتي بيان موقف أهل السنة والجماعة تفصيلاً في كلام الشيخ رحمه الله.

والمراد: أن الشيخ رحمه الله بين لنا وسطية أهل السنة والجماعة في خمسة أبواب من أبواب الاعتقاد: في صفات الله عز وجل.

وفي أفعال الله جل وعلا.

وفي وعيده سبحانه وتعالى.

وفي أسماء الإيمان والدين.

وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذه الأمور سيأتي لها تفصيل في بقية هذه الرسالة المباركة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015