يعني: الأصغر يُنسب إلى الأكثر بالجزئية، والمراد بالجزئية ما فسرها بقوله كنصفه وثلثه وعشره ونصف ثمنه، كل ما يمكن أن ينسب الأصغر إلى الأكبر بمعنى أنهما يشتركان في جزء معين حينئذٍ صح أن يكون متناسبين، كنصفه كالثلاثة بالنسبة للستة، صحيح؟ كنصفه كالثلاثة بالنسبة للستة ما العلاقة بينهما؟ ثلاثة نصف الستة. وثلثه يعني: يكون علاقة بين العددين في الثلث، كالاثنين بالنسبة للستة، نسبة الاثنين للستة الثلث، وعشره يعني: عشر العدد الأصغر يكون عشر الأكبر كالاثنين للعشرين، أليس كذلك؟ الاثنين بالنسبة للعشرين العشر، ونصف ثمنه كالاثنين بالنسبة لاثنين والثلاثين، فإن نصف ثمنها اثنان، ثمن الاثنين والثلاثين أربعة، نصف الثمن اثنان. إذًا يُنظر بين العدد الأصغر والأكبر في جزئية من هذه الجزئيات المذكورة، وهذه هو تعبير العراقيين من المتقدمين يعني: المتناسبين، والمتأخرون يعبرون عنهما يعني: عن المتناسبين بالمتداخلين، يعني العددين الذين دخل أحدهما في الآخر. وضابطها أن ينقسم الأكبر على الأصغر بلا كسرٍ. هذا ضابط جيد. ومعلوم قال الشارح هنا: ومعلوم أن الأصغر داخل في الأكبر دون العكس، فليس التفاعل بينهما على بابه، هو فيه مفاعلة من جهة الوصفية، أما المفاعلة الحقيقية هذا لا، يعني كل منهما داخل في الآخر فليس الأمر كذلك، لأن التداخل كل منهما فعل شيئًا هو دخول، فالأصغر دخل في الأكبر هذا واضح، لكن دخول الأكبر في الأصغر ليس الأمر كذلك، فالمفاعلة حينئذٍ مجازية هنا، تفاعل مجاز. كما تقول: سافر زيد. سافر فَاعَلَ، لا بد أن يكون السفر بين اثنين، وهنا زيد واحد حينئذٍ نقول: هنا من فاعل واحد سافر، أما ضَارَبَ زيدٌ عَمْرًا لا بد من اثنين، فليس التفاعل بينهما على بابه، ويقال أيضًا في تعريف المتداخلين: هم اللذان يفني أصغرهما أكبرهما، ولو في أكثر من مرتين.