صحبه هذا أي وعلى صحبه، وهذا بالقياس يعني أفضل الصلاة والتسليم على النبي، وأفضل الصلاة والتسليم على آله، والصلاة والسلام على الآل ثابتة بالنص «اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد». ثابت بالنص، وأما الصحابة فهذه بالقياس على الآل (وَصَحْبِهِ) ولذلك لا يُفْرَدُون بالصلاة وإنما تكون تبعًا، كذلك الآل لم يرد إلا على جهة التبع، وجاء على جهة العموم لم يرد على جهة الخصوص يعني: لا يقال علي - صلى الله عليه وسلم - وإنما يقول آل النبي إذا أفردناهم نُعَمِّم نقول آل النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو إذا عطفنا ذلك على النبي حينئذٍ نأتي به، أما على جهة الخصوص لم يثبت يعني بعينه زيد من الناس، (وَصَحْبِهِ)، (الأَمَاجِدِ) هذا جمع ماجدٍ وهو الكامل في الشرف، كقولهم مَجُدَ الرجل مَجْدًا شَرُفَ بكرم الأفعال. في بعض النسخ (الأَفَاضِلِ) من فَضُلَ الرجل فَضْلٍ وفَضِيلةٍ ضد النقص، (الأَبْرَارِ) جمع برٍّ أي محسن، يقال: بَرِرتُ فلانًا بالكسر أَبَرُّه بفتح الباء وضم الراء بِرًّا فأنا بَرٌّ به وبارٌّ به. وقال ابن الأثير في ((النهاية)): يقال بر به فهو بارٌ وجمعه بررةٌ، وجمع البررة أبرار، وهو كثيرًا ما يختص بالأولياء والزهاد والعباد. (وَصَحْبِهِ الأَمَاجِدِ) أو (الأفاضل) (الأَبْرَارِ ** الصَّفْوَة) عرفنا معنى الصفوة، والمراد به الخالص من الشيء فهو كما سبق (الأَكَابِرْ) يعني الشرفاء والعظماء جمع كابر فهو الكبير لذلك يقال: وَرِثْتُ المجد كابرًا عن كابرٍ. أو ورثته عن آبائي وأجدادي كبيرًا عن كبيرٍ، (الأَكَابِرْ الأَخْيَارِ)، (الأَخْيَارِ) جمع خيِّر يُشَدّد ويخفف، جمع خَيْر وَخَيِّر من الخير يعني مصدر خَار فخير هو مصدر مأخوذٌ منهما يشدد وغيره، جمع خير يشدد ويخفف من الخير يعني كلٌ منهما مأخوذٌ من الخير ضد الشر، والأخيار خلاف الأشرار، إذا كان قولهم من الخير أي مصدر خار فخير الوصف مأخوذ من خير المصدر فلم يتحد على التخفيف المأخوذ والمأخوذ منه، فرق بين خَيْرٌ وصف، وخَيْر مصدر فرق بينهما، والأخيار خلاف الأشرار، والْخَيِّر هو الفاضل من كل شيء، في بعض النسخ (السادة الأخيار) (الصفوة السادة الأخيار)
وصحبه الأماجد الأبرار ... الصفوة الأكابر الأخيار
هذه نسخة
وَصَحْبِهِ الأَفَاضِلِ الأَبْرَارِ ... الصَّفْوَة الأَكَابِرْ الأَخْيَار
نسخة
وصحبه الأفاضل الأبرار ... الصفوة والسادة الأخيار
هذه نسخة، وهذه التي شرح عليها المصنف هنا، جمع سيد أي شريفٌ من قولهم ساد القوم سيادةً شَرُفَ عليهم فهو سَيّدٌ والجمع سادة.
وبهذا نأتي على شرح هذه المنظومة كما قال الشارح هنا: وهذا آخر ما شرحنا بتناول المؤلف رحمه الله تعالى.
بقي بعض المباحث في الرد وذوي الأرحام وقسمة التركة، هذه سنجعل لها إن شاء الله ملحق إما بعد رمضان أو في الصيف، نكثف أسبوع واحد نأخذ فيها متممة للرحبية، وإلا فنقف على هذا الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى، والله أعلم.
وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.