نعم بعض المسائل دخيلة كما عبَّر عنها الشاطبي في ((الموافقات)) لأن بعض المسائل دخيلة التي لا ينبني عليها فرع، لكن كثير منها لا بد من ذكرها وهي من علوم شتى كعلوم اللغة وعلوم المصطلح ونحو ذلك، نعم عند الخلاف يُنظر فيه هل هذا الخلاف هو أصلي جوهري ينبني عليه كلام طويل في الفروع، فأصحاب كل فنٍ أقوالهم معتبرة، فالخلاف اللغوي الموجود عند الأصليين ترجع إلى كتب أهل اللغة، والخلاف الموجود في السنة ترجع إلى علوم الحديث، فيكون المرجح فيه عند أصحابه، لكن كونهم يذكرون هذه المسائل في هذا الفن ليس بقادح، وكونهم يحتاجون بعض مسائل المنطق كذلك ليس بقادح، لأن الأصول باعتبار كونه فنًا عند المتأخرين بُني على بعض المسائل المنطقية حيث المصطلحات، ومن حيث القواعد العامة الحدود ونحو ذلك قد يأتي في الشروحات الحواشي ما يحتاج الناظر إلى أن يكون عنده شيء من علم المنطق، فيذكره في المقدمة كما فعل ابن قدامه في الروضة وهو حنبلي جعل مقدمة في كتابه الروضة مقدمة منطقية لأنه لم يثقل هذه الروضة إلا بإتقانه لهذه المقدمة بقطع النظر عن الفائدة، قد يقول قائل الفائدة الشرعية قليلة، نقول: الكلام في الفن من أجل أن تضبط هذا الكتاب من أوله إلى آخره حينئذٍ لا بد من طريقة معينة عند أهل العلم، ولذلك لو رجعتم إلى حاشية البيجوري على هذا الشرح يتكلم في كلام المصنف وإعراضات وخلاف .. إلى آخره، فإن كان على طريقتهم القديمة المهجورة الآن أن الطالب إذا درس كتاب يدرس كتاب بمعنى دراسة كتاب يعني: بما تحمله لو أردنا أن نعبر على هذا المعنى قد لا نستطيع، فكل كلمة يمكن أن ينطلق منها إلى معنى يقف معها، ولذلك خذ أي حاشية من الحواشي أو الشروح نجد أنه قد يقف مع كلمة للمصنف لا ينبني عليها حكم شرعي كلامه هو ما يذكر كلام ابن مالك ولا كلام جمع الجوامع ولا غيره، لكن طريقتهم التي اعتمدوها هي هذه، وهذه لها فوائد جمة، ليس طالب العلم لا بد أن ينظر إلى ما يستفيده من الشرح، نعم هذا الأصل، لكن إذا أردت أن تكون محققًا في الفنون على المصطلح المتأخر وأن تكون ملمًا تكون جبل في كل فن لا بد أن تكون هذه الطريقة المعتمدة عندك أما الخلاصات ونحو ذلك من المذكرات والنتيجة ولا بد من الشيء .. إلى آخره، نقول: هذا كله لا يفيدك. نعم تأخذ المسائل كما هي وتكون مقلد في بعضها، ومجتهدًا في بعضٍ آخر إلى آخر ما يذكره أهل الشروح (فَإِنَّهَا) ضمير يعود إلا أجناس كما قدره البيجوري، (فَإِنَّهَا) الضمير راجع إلى الأجناس باعتبار النسب والشارح هنا قال: (فَإِنَّهَا) أي النسب الأربع الواقعة بين المثبتين (فَإِنَّهَا) أي الأجناس هذا أولى لماذا؟ لأن عود الضمير هنا على شيء مذكور أولى من عوده على شيء متقرر في الذهن. (وَإِنْ تَرَ الْكَسْرَ عَلَى أَجْنَاسِ ** فَإِنَّهَا ..... )