النسب الأربع، أين ذكرت النسب الأربع، يمكن أن نتجوز نقول هذا باعتبار الموقِّف يعني الشارح يبين لي الطالب أن ثم نسب أربع فإنها أي: النسب الأربع لا إشكال فيه، هذا جائز لغةً لكن فيه بُعد، فعود الضمير على شيء مذكور في اللفظ أولى من عوده على شيء في الذهن وإن كان كل منهما جائز وموجود حتى في القرآن، حتى في القرآن فإنها {رُدُّوهَا عَلَيَّ} [ص: 33] ردوها الشمس فإنها الضمير راجع للأجناس فاعتبار النسب، (في الْحُكْمِ عِنْدَ النَّاسِ)، (في الْحُكْمِ) أي سبب الحكم (فَإِنَّهَا) أي الأجناس باعتبار النسب سبب في الحكم، حكم بالأمر حكم قضاء به عند الناس، عند الناس كل الناس الخاصة والعامة؟ والخاصة أهل اللغة وأهل الأصول وإلا الخاص بالفرضيين؟ بالفرضيين حينئذٍ يكون من إطلاق العام وإرادة الخاص. عن الناس يعني: عند الفرضيين، فهو عام أريد به الخصوص، حينئذٍ الناس المراد به عند الناس المعهودين فأل للعهد، أي الفرضيين وهو عام أريد به الخاص كما في قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173]. {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} واحد على خلاف فيه {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ} لا يمكن حمل اللفظ على عمومه {الَّذِينَ قَالَ} تكلم الناس كل الناس تكلموا، تكلموا لمن؟ لو حملته على ظاهره كل الناس تكلمون {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} الناس قائلون كل الناس ما بقي أحد إلا وهو يتكلم، يتكلم لمن يخاطبون من؟ أي فلا بد من التأويل، وهذا يدل على أن اللغة فيها شيء اسمه مخاز، فإنه في الحكم عند الناس يعني: عند الفرضيين. (تُحْصَرُ) أيش إعراب (تُحْصَرُ)؟ (تُحْصَرُ) خبر ماذا؟ إِنَّ [أحسنت تمام] فإنها (تُحْصَرُ)، فإن الأجناس (تُحْصَرُ) يعني: باعتبار النسب، (تُحْصَرُ في أَرْبَعَةٍ) بالتنوين للضرورة، والأصل أربعةِ أقسام، مضاف ومضاف إليه، ولكن ينون للضرورة. (تُحْصَرُ) هذا خبر إنّ الجملة خبر إِنّ، (في أَرْبَعَةٍ)، وهذا الذي جعل المصنف يجعل الضمير عائدًا على النسب الأربع، لكن ما ذكره البيجوري أولى، أن يقول المذكور هو أجناس باعتبار النسب، باعتبار النسب أجزناه من قوله: (تُحْصَرُ في أَرْبَعَةٍ أَقْسَامِ). فنجعل الأصل عود الضمير على المذكور ونصفه بما يذكر بعده، لأنه لن يتحدث عن الأجناس مطلقًا، وإنما سيتحدث عن الأجناس باعتبار شيءٍ معين وهو علاقته بالنسب الأربعة. (تُحْصَرُ في أَرْبَعَةٍ أَقْسَامِ)، (في أَرْبَعَةٍ) بالتنوين (أَقْسَامِ) وهي: التماثل، والتداخل، والتوافق، والتباين.
أو إن شئت قل: (المتماثل، والمتداخل، والمتوافق والمتباين). ووجه الحصر في الأربعة لماذا حُصِرَتْ في أربعة؟
وجه الحصر في الأربعة أن العددين إما أن يتساويا أو لا.
خمس وخمس، أربع وأربع، ثلاثة وثلاثة.
أو لا يتساويا، فإن تساويا كالخمسة والخمسة فهما المتماثلان. يعني العددان المتماثلان.