إذا كان معه أحد الصنفين يقاسم الإخوة يعني يقاسم الجد الإخوة (فِيْهِنَ) في بمعنى من، يعني في حال كون المقاسمة معدودة منهن فهو متعلق بمحذوف حال، ولذلك فسره الشارح بقوله فسر الضمير بقوله: (في تلك الأحوال). والمراد أن المقاسمة في تعدد تلك الأحوال بمعنى أن المقاسمة هذه معدودة في أحوال الجدّ، والمراد بالمقاسمة هنا أن يُنَزّل أو يُجعل الجد بمنزلة الأخ الشقيق، حينئذٍ إذا كان إخوة فقط ذكور يكون الجد رأسًا معهم فيحسب بخمسة فيتقاسمون المال بينهم على أسهم لكل واحد سهمه الخاص، وإذا كان الجد مع أخت شقيقة مثلاً فيحسب الجد بسهمين لماذا؟ لأن لو كان محله أخٌ شقيق لكان للذكر مثل حظ الأنثيين كذلك الجد مثله، إذًا المقاسمة المراد بها أن نعتبر الجد كأنه أخٌ شقيق يأخذ نصيب الأخ الشقيق ويعامل معاملته مع بقية الإخوة والأخوات، أي أنه يأخذ مع وجود الشقيقة سهمين لأنه كالأخ الشقيق مع الشقيقة حيث يأخذ الذكر ضعف الأنثى، متى هذا؟ قال: (إِذَا ** لَمْ يَعُدِ الْقَسْمُ عَلَيْهِ بِالأَذَى) تكون للجد المقاسمة مع الإخوة إذا لم يحصل بله ضرر، ومتى يتضرَّرَ في هذا المقام في هذا المحل؟ يتضرر الجد إذا نقصت المقاسمة عن الثلث، إذا قيل هيا اقتسموا المال بينكم فحينئذٍ إذا كان نصيب الجد أقل من الثلث نقول: المقاسمة هذه لا تصح له، وإنما ينتقل إلى الثلث ثلث جميع المال، لماذا؟ لكون المقاسمة ليست على شرطها ولذلك قال: إذا لم يعد القسم (إِذَا) هذا ظرف لقوله: (يُقَاسِمُ) يقاسم إذا، إذا لم يكن كذلك فلا يقاسم فله مفهوم (إِذَا) ظرف لقوله: (يُقَاسِمُ). (لَمْ يَعُدِ الْقَسْمُ) يعد أصله يعود، هذا فعل مضارع دخلت عليه لم فحينئذٍ سكنت الدال التقى ساكنان حذفت الواو أليس كذلك؟ ثم الدال الساكنة جاء بعدها ساكن قسم فكُسر الأول على أصل بابه يعني من باب التخلص من التقاء الساكنين، وأصل (يَعُدِ) يعودُ، فلما دخل عليه الجازم حذف الضمة فالتقى ساكنان فحذفت الواو، على الأصل للتلخص من التقاء الساكنين، وحركت الدال بالكسر تخلصًا من التقاء الساكنين الذي بعد الدال ليس الذي قبلها، الذي قبلها حُذف (إِذَا ** لَمْ يَعُدِ الْقَسْمُ)، (الْقَسْمُ) بالفتح أنا عندي بالكسر، القسمِ بالكسر هذا الجزء من الشيء وليس المراد هنا، المراد به القسمة واقتسام الشيء، قسمُ قِسمة المراد به المصدر وهو اقتسام الشيء (لَمْ يَعُدِ الْقَسْمُ) قسَمَ قِسْمًا (إِذَا ** لَمْ يَعُدِ الْقَسْمُ عَلَيْهِ) يعني على الجد (بِالأَذَى) يعني بالضرر، وقوله (بِالأَذَى) متعلق بقوله: (يَعُدِ). والأذي مصدر أذى أو أَذِيَ كتَعِبَ مصدر أَذِيَ كتعب وهذا صادق بماذا؟ إذا لم يعد القسم عليه بالأذى؟ صادق بأن تكون المقاسمة خيرًا له من الثلث أو السدس أو الثلث الباقي، وبأن تكون مساوية لما ذكر، ومفهومه أنه إذا عاد عليه القسم بالأذى لا يقاسم.