النوع الثاني والحالة الثانية أن يكون معه خليط يعني مجموع من الأشقاء، ومن الإخوة لأب، هذه ستأتي المعنى التي تسمى بالمعادة، هذه المعادة فيها أضحوكة يعني الأصل أن الأشقاء كما سبق معنا يحجبون الإخوة لأب، أليس كذلك؟ لأنهم بقربه حينئذٍ الأقرب ما كان ذا جهتين مقدم على ما كان على جهة واحدة، القوي مقدم على الضعيف، حينئذٍ الإخوة الأشقاء يحجبون الإخوة لأب، لكان من أجل المضارة بالجد أن يضروه بالمقاسمة، قالوا لهم: تعالوا معنا. فيحسبون على الجد، فإذا أخذوا نصيبهم وأضرّوا الجد قالوا لهم: سلامٌ عليكم. أنتم ما ترثون معنا أنتم محجوبون [ها ها] وهذا ما يسمى بالمعادّة، وهذا أمر عجيب يعني لا تأتي به شريعة، أن يصلحك عليهم أولاً فيعدون ويجعلون ورثة، ثم بعد ذلك ينفى عنهم الإرث، كيف هذا يجمع بكونهم يرثون لا يرثون في مسألة واحدة، هذا تناقض هذا أشد ما يؤخذ في هذا الباب، وهو إذا اجتمع الصنفان الأصل أن الإخوة الأشقاء يحجبون الإخوة لأب هذا الأصل، فحينئذٍ لا يتصور في هذا المقام إلا إما أن يكون إخوة أشقاء، وإما إخوة لأب، أما أن يجتمعوا فلا يتصور إذا ورثنا على الأصول السابقة من حيث الحجب وعدمه، حينئذٍ الإخوة الأشقاء يحجبون الإخوة لأب، أما أن يعدو معهم من أجل المضار بالجد ثم إذا أخذوا نصيبهم قالوا للإخوة لأب أنتم محجوبون؟ هذا ما يصلح هذا، إذًا إما أن يكونوا من أبوين فقط، أو من الأب فقط، أو من مجموع الصنفين.
فإذا كان معه أحد الصنفين وهذا الذي سنبحثه أولاً أن يكون معه أحد الصنفين: إما أشقاء فقط ليس عندنا إلا إخوة أشقاء، إما ذكور وإما إناث، أو ليس عندنا مع الجد إلا إخوة لأب إما ذكور وإما إناث، فالمسائل التي سنذكرها متعلقة بصنف واحد، فإذا كان معه أحد صنفين فقط فله معهم حالتان:
الحالة الأولى: ألا يكون معهم صاحب فرضٍ. يعني أن ينفرد الجد والإخوة وليس معهم صاحب فرض من الفروض السابقة، وسيأتي أنه لا يتصور أن يكون معهم إلا سبعة أنواع فقط، ألا يكون معهم صاحب فرض فله حينئذٍ معهم ثلاث حالات:
الأولى: أن تكون المقاسمة أحظّ له من ثلث المال.
الحالة الثانية: أن يكون ثلث المال أحظَّ له من المقاسمة.
الحالة الثالثة: استواء المقاسمة وثلث المال.
هذه الحالة هي التي بدأ بها الناظم.
ولذلك قال:
يُقَاسِمُ الإِخْوَةَ فِيْهِنَ إِذَا ... لَمْ يَعُدِ الْقَسْمُ عَلَيْهِ بِالأَذَى
فَتَارَةً يَأْخُذُ ثُلْثًا كَامِلاَ ... ..........................
(يُقَاسِمُ الإِخْوَةَ) من الذي يقاسم؟ الجدّ (الإِخْوَةَ) مطلقًا أو نقيده؟