مصدر موكد، والمراد قال الشارح هنا: لماذا أتى بهذا البيت؟ يعني كل ما سبق يحتاج إلى جمع ويحتاج إلى إلقاء السمع، لماذا أتى به هنا خصصه. قال: (فَأَلْقِ نَحْوَ مَا أَقُولُ السَّمْعَا) يعني سماع تفهم وإذعان لا سماع إنكار ولا جهل ونحو ذلك، قال: المراد أنك تصفي لما يورده في العبارات من الجد والإخوة وتجمع أول الكلام وآخره وتفصيله وإجماله ومنطوقه ومفهومه، وتهتم بذلك اهتمامًا زائدًا عسى أن تظفر ببعض المراد، وإنما قدم هذا الكلام لأن باب الجد والإخوة خطرٌ صعب المرام، صعب هذا تفسير لما قبله، ولقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم يتوقون الكلام فيه جدًّا عن علي رضي الله عنه أنه قال: من سرَّه أن يقتحم جراثيم جهنم فليقض بين الجد والإخوة. هذا فيه ترهيب لمن أراد أن يقدم على الفتوى بين الجد والإخوة. هذا إذا لم يظهر له شيء، وأما لما استقرت المذاهب وعُلم دليل كل قول حينئذٍ ينظر الناظر في القول وفي دليله، وثَمَّ قواعد وأصول يسير عليها من حيث الترجيح فحينئذٍ يفتي أو يختار ما يراه أقرب إلى الأدلة ولا يخاف في ذلك. ومثل هذه العبارات قد تكون في أول الأمر لم تتضح الصورة ولم يستقر المذهب من حيث يحجب أو لا يحجب ... إلى آخره.