لا، قد يكون بعض المؤلفين أو الشراح ونحوهم قد يعُد في أول الكتاب أو في موضع منه أنه سيذكر هذه المسألة في باب كذا، لكنه إذا جاء ينسها فلا يذكرها، لماذا؟ لأنه إنسان، قيل: ما سُمِّيَ الإنسان إنسانًا إلا لنسيانه. فإذا قال: إن شاء الله قد يكون وقد لا يكون، إذا لم يقل فالله أعلم.
(إِذْ وَعَدْنَا) في باب الفروض باب السدس حيث قال:
(وَحُكْمُهُ وَحُكْمُهُمْ سَيَاتِي)
(فَأَلْقِ نَحْوَ) يعني إذا أردت ذلك الفاء هنا فاء الفصيحة (فَأَلْقِ) هذا بقطع الهمزة من ألقى، يقال ألقى فلان السمع، وإلى فلان السمع يعني يتعدّى بنفسه ويتعدّى بـ إلى، استمع وأصغى {أَلْقَى السَّمْعَ} [ق: 37] استمع وأصغى، (فَأَلْقِ نَحْوَ) يعني جهة والنحو يأتي بمعاني في اللغة أوصله بعضهم إلى ثمانية عشر، والمشهور منها ستة والمراد هنا الجهة، نحو صليت نحو الكعبة، يعني جهة الكعبة (فَأَلْقِ نَحْوَ مَا) نحو مضاف وما اسم موصول بمعنى الذي مضاف إليه، (أَقُولُ) هذا صلة الموصول والعائد محذوف والسمع مفعول به لقول ألق، لا لأقول، و (السَّمْعَا) الألف هذه للإطلاق هو مفعول به والعامل فيه ألقِ. أَلقِ (السَّمْعَا) نحو ما أقوله، أقوله حذف هكذا نقدر (وَاجْمَعْ حَوَاشِي الْكَلِمَاتِ جَمْعَا) (وَاجْمَعْ) قال بعضهم: يفسر بأحضر والأصل في جمع التفرّق جمعًا ضم بعضه إلى بعض والظاهر الثاني أقرب (وَاجْمَعْ حَوَاشِي) حواشيَ هذا الأصل لأنه مفعول به لقوله: اجمع ولكن للوزن سكنهُ حينئذٍ التسكين هنا للضرورة ضرورة الوزن وإلا فالأصل هو مفعول به منصوب ونصبه فتحة ظاهرة تظهر وإن كان ياءً، جمع حاشية والمراد بها الحاشية الطرف والمراد بها هنا في هذا الموضع الكلام بتمامه، (اجْمَعْ حَوَاشِي) أي يعني أطراف، والمراد بها الكلام بتمامه، وإنما خص الحواشي الأطراف التي هي الأطراف بالذكر لأن أول الكلام يأتي في غفلة وآخره في سآمة فالشأن أن كل منهما لا يُحفظ، أول الكلام لا يُحفظ - انتبه ما .. لطلاب العلم هذا [ها ها]- أول الكلام لا يحفظ لأن الإنسان ما تبرمج مع الإلقاء فحينئذٍ يكون في غفلة يذهب عنه شيء، في الأثناء قد يكون واصل شيئًا قليلاً، في النهاية سئم فلا الأخير ولا الأول [ها ها] إذًا ماذا بقي؟ بقي الأثناء فقط، لكن لا ينبغي أن يكون هذا شأن طلاب العلم تُذكر فقط هنا.
(وَاجْمَعْ حَوَاشِي الْكَلِمَاتِ) الحواشي المراد بها الأطراف، وخصعها لأن أول الكلمات يأتي في غفلة وآخره في سآمة فالشأن أن كلاً منهما لا يُحفظ، (وَاجْمَعْ حَوَاشِي الْكَلِمَاتِ) حواشي مضاف وكلمات مضاف إليه جمع كلمة، وهنا فسرها بماذا؟ بالقول المفرد، لو قال: كلمات بمعنى الكلمة على حد قول ابن مالك:
وكِلْمةٌ بِهَا كَلامٌ قَدْ يُؤَمّ
لا إشكال فيه يعني كلمات جمع جُمل، وأما الكلمة بمعنى القول المفرد فليست المرادة هنا والله أعلم، ليس مرادًا بها هنا المراد به الكلام، وليس المراد به جزء الكلام (جَمْعَا) منصوب على أنه مفعول مطلق لقوله: ... (اجْمَعْ) يعني جمع التفرق لأن يضُمّ بعضه إلى بعض أو أحضر.
فَأَلْقِ نَحْوَ مَا أَقُولُ السَّمْعَا ... وَاجْمَعْ حَوَاشِي الْكَلِمَاتِ جَمْعَا