(قال ابن كثير رحمه الله تعالى:) المفسر الشهير في "تفسير القرآن العظيم" (الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة) (?). نعم، خالق السماوات والأرض، الذي جعل {السَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ} [البقرة:22] أرزاقا للعباد؛ هو الذي يستحق أن يُعبد، هذا موجَب العقل، فمن عبد مع الله غيره؛ فقد ضل عن الصراط المستقيم، وعدل بالله العظيم مَن ليس مِثله، والله تعالى لا مِثل له، ومن عبد مع الله غيره؛ فقد جعله نداً لله، ومثيلاً لله.

ثم قال الشيخ: (وأنواع العبادة التي أمر الله بها: مثل الإسلام، والإيمان، والإحسان، ومنه الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله تعالى) هذه العبادة بأنواعها كلها لله تعالى {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُم} وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون} [الذاريات:56] قال تعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مّنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 66]، وقال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة:5] أي: لا نعبد غيرك.

والعبادة أنواع كثيرة:

منها أعمال قلبية: مثل: الخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشية.

ومنها أعمال ظاهرة: وهي: أعمال الجوارح: كالاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر، ومنها: الركوع والسجود والصيام والحج والجهاد، وهناك أنواع أخرى، وإنما ذكر الشيخ هذه على سبيل المثال ولهذا قال: "وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله " فالعبادة محض حقه سبحانه وتعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015