(والدليل قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [الجن:18]). السجود والصلاة لله وحده، والمساجد إنما تبنى لعبادته وحده لا شريك له {فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} أي: لا تعبدوا مع الله غيره، ولا تتوجهوا بطلب الحوائج إلا إليه {فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} كما قال تعالى: {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مّنَ الظَّالِمِينَ} [يونس:106] {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55].
(فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر)؛ لأنه أشرك بالله، أي: عبد مع الله غيره، وجعله نداً لله في عبادته.
(والدليل قوله تعالى: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهَا ءاخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون:117]).
وقال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً}، وقال تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65]، وقال تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:88]، فمن صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله؛ فهو مشرك كافر، وعمله حابط.
وبعد أن ذكر الشيخ أنواع العبادة ذكر دليل كل واحد منها.
قال: (وفي الحديث: "الدعاء مخ العبادة" (?)، والدليل قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} [غافر:60]).
والآيات التي فيها الأمر بالدعاء والثناء على الداعين كثيرة، قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف:55]، وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186]، وفي الحديث: " الدعاء مخ العبادة".