Q متى تكون النصيحة علانية؟
صلى الله عليه وسلم النصيحة في الأصل تكون سرية؛ لأن الإنسان هو نفسه لا يحب أن ينصح علانية، ولكن إذا حصل أمر فيه مخالفة للسنة وظهر وصارت المصلحة في إظهاره فإنه يكون علانية، مثل ما حصل من أبي سعيد الخدري مع مروان لما جاء يوم العيد وقدم الخطبة على الصلاة وصعد المنبر، وكان أبو سعيد يظن أنه قد نسي أو غفل؛ لأن العيد كما هو معلوم لا يأتي في السنة إلا مرتين، فقد يغفل الإنسان عن أيهما يقدم، فظن أنه نسي أو كذا فسحبه؛ فعلم أنه متعمد فتركه وجلس ولم ينصرف، قال الحافظ ابن حجر في شرحه في فتح الباري قال: وفي هذا دليل على أن العمل إذا حصل غير موافق للسنة فإنه يمكن للإنسان أن يبقى وألا يترك، لأنه ليس بواجب، ولهذا بقي ولم يخرج من المكان ويترك الصلاة، فهذا دليل على أن مثل ذلك أنه إذا بذلت ووجهت النصيحة فالإنسان لا يترك ذلك الشيء الذي هو مشروع؛ بسبب أنه حصل فيه أمر مخالف للسنة.