وحكى عبد الله بن خرداذبة أنه رأى هذين البيتين عند الحضرمي وراق المعتمد، وقد كتب الحضرمي: أنشدنيهما المعتمد لنفسه.
وكان المكتفي أخرج إلينا مدارج مكتوبة بالذهب، فكان فيها من شعر المعتمد على الله الموزون:
طال والله عذابي ... واهتمامي واكتئابي
لغزال من بني الأص؟ ... فر لا يعنيه ما بي
أنا مغرى بهواه ... وهو مغرى باجتنابي
فإذا ما قلت صلني ... كان " لا " منه جوابي ووجدت أيضا من الموزون:
عمل الحب بفرقة ... فبقلبي منه حرقة
إنما يستروح الص؟ ... ب إذا أظهر عشقه وبعد هذا أبيات لا نظام لها.
وحدثنا محمد بن يحيى بن أبي عباد قال: طلب المعتمد ثلاثمائة دينار يصل بها عريب وقد حضرت مجلسه، فلم يجدها، فطلب مائتين فلم يجدها، وكان قد أمر أن يطرح لها تكاء فأبت، فكان يجعل تحت ركبتها أترجتان من الأترج الكبار وربما قورتا، وجعل فيهما دنانير، قال: فبلغني أنه لما لم يجد الدنانير قال شعراً:
أليس من العجائب أن مثلي ... يرى ما قل ممتنعا عليه
وتؤخذ باسمه الدنيا جميعا ... وما من ذاك شيء في يديه
إليه تحمل الأموال طرا ... ويمنع بعض ما يجبى إليه وكان المعتمد من أسمح الناس، قال له القاسم بن زرزر المغني: يا سيدي إلى جانب ضيعتي ضيعة لا تصلح إلا بها تباع بسبعة آلاف دينار، وما عندي من ثمنها إلا ألفي دينار، أحضروني خمسة آلاف دينار، فجيء بها، فدفعها إليه فاشترى الضيعة، فسأله بعد أيام عنها فعرفه شراءها فقال: ما أحب أن يكون لك