فيها وزن، ادفعوا إليه ألفي دينار مكان ألفيه، فأخذها وانصرف.
حدثنا الحسن بن إسماعيل قال: جلس المعتمد يشرب يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب بالحسني على المسناة الشرقية على دجلة مع المغنين والمخنثين، وأكل في ذلك اليوم من رؤوس الجداء واصطبح ثم تشكى في عشيته تلك، فتعالج وبات وقيذا، فمات من ليلته، وأحضر المعتضد القضاة ووجوه الناس فنظروا إليه ثم حمل إلى سر من رأى ودفن بها، وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وستة أيام، وقيل غير يوم، وقيل يوما، وكان صوته الذي شرب عليه يوم اصطبح في شعر أبي نواس:
يا كثير النوح في الدمن ... لا عليها بل على السكن وكان عمره يوم مات خمسين سنة كاملة، وكان أسن من الموفق بستة أشهر.
- 14 - (?)
مات الموفق ليلة الخميس لثمان بقين من صفر؟ يعني من سنة ثمان وسبعين؟ وجلس أبو العباس يوم الخميس فعزاه الناس، وخطب يوم الجمعة للمعتمد ثم للمفوض يعني جعفر بن المعتمد بالعهد ثم لأبي العباس أحمد المعتضد بالله ولي عهد المسلمين. وبعد ذلك أمر المعتمد أن يجعل أبو العباس أحمد بن الموفق في ولاية العهد مكان جعفر المفوض، وكتبت الكتب بذلك وقرئت عليه وأدخل القضاة إليه حتى شهدوا بذلك في يوم الإثنين لثلاث بقين من المحرم يعني من سنة تسع وسبعين.
فحدثني نصر الحاجب المعروف بالقشوري قال: أنا سفرت في ذلك لمال أطلقه لي المعتضد، فأتيت المعتمد فأخبرته به بعد أن أشرت على المعتضد أن يحمل إليه مائتي ألف دينار وثيابا وطيبا، ففعل ذلك وطابت نفسه، وحمل إلى المفوض مثل ذلك، وفارقنا المعتمد على أن يرضى جعفر بذلك، فلما سألت