ترى كل هذا الإختيار تعمدا ... وقصدا له أم لم يكن منه عن عمد
لقد جل رزء حل بالأمس عندنا ... فما بال هذا الموت للحي لا يفدي
مضى مهجة الدنيا وجل نعيمها ... فيا جفن جد بالدمع في ساحة الخد
وقد خلف الأهلين يبكون حسرا ... وكم أصبحوا في ظل عيش به رغد
لقد حملوا للأرض منه هدية ... تسر بها لكنها ساءت المهدي
وقالوا سلام الله منا تحية ... عليك فهذا باللقا آخر العهد
فلو طاوعته نفسه قال معلنا ... أتمضون عني ثم أبقى هنا وحدي
فلو كان ميت يفتدى لفديته ... بروحي وما أحوي ومن لي بأن أفدي
إذا ما سلا سال فقيدا فإنني ... أرى ذلك السلوان عندي لا يجدي
أبا صالح يا سيد الناس كلهم ... ومن فاق في أعلى محل من الزهد
عزاء فما الأيام إلا معارة ... ومن ذا الذي يبقى وليس به تردي
ولله أحكام إذا نزلت بنا ... فليس لمرء أن يعيد ولا يبدي - 10 - (?)
قال الخضر بن محمد بن أزهر الجماهيري المعري أبو القاسم يرثي أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل بن المهذب وقد توفي سنة 417 وهو صغير:
قد غر أكثر هذا العالم الأمل ... وكلهم بسوافي روحه أجل
وإنما المرء طيف والحياة له ... كالآل والموت ورد شرعه علل
فلا تغرك الدنيا وزينتها ... فإنها زخرف يا أيها الرجل
هل أنت فيها مقيم لا تفارقها ... أم أنت فيها مع الأيام مرتحل
أين النبي الذي القرآن آيته ... وأين من قبله الأحبار والرسل
أين الملوك الأولى اغتروا بملكهم ... وساكنو الأرض قبل اليوم ما فعلوا
لا شك أنهم في الأرض قد دفنوا ... وأنهم قد عفت آثارهم وبلوا
ونحن لابد حتما أن نموت كما ... ماتوا وننهل في الورد الذي نهلوا