يا حسرتا إن هذي الأرض قد أكلت ... هياكلا كان فيها جوهر صقل
مثل الحسين بن إسماعيل حين ثوى ... طفلا يقصر عن عليائه زحل
ما كان إلا حساما ماضيا فمضى ... فيه القضاء وأسباب الدنا دول
عم البرية هذا الخطب حين قضى ... على الحسين ومات السهل والجبل
فكل قلب به ما حاز طاقته ... حزنا وقد دميت من دمعها المقل
يال المهذب صبرا إن أسرتكم ... من أسرة عرفوا الدنيا فما جهلوا
لا يطربون إذا ما نالهم فرح ... ولا إذا نابهم صرف الردى نكلوا
لكنهم صبر في كل فادحة ... وكل أمر عظيم خطبه جلل
الفضل وصفهم والحلم خلقهم ... والفخر ما فخروا والرفد ما بذلوا
فاصبر على الحزن إسماعيل محتسبا ... والجأ إلى الله إن ضاقت بك السبل
إن الجديدين سارا بالذين مضوا ... قصد الفناء فلم يدركها ملل
ونحن في إثرهم نسعى كسعيهم ... إلى النوى دائبا نسري ونرتحل
فاستيقضوا يا أولي الأبصار واعتبروا ... بالغابرين ففي آثارهم مثل
جدوا إلى عمل في الدار يسعدكم ... فليس يقبل في الأخرى لكم عمل
يا رب عفوك إن النفس تأمله ... فلا يخيبن منها عندك الأمل - 11 - (?)
سعد بن حماد المعري أبو العلاء: له يرثي أخت الشيخ أبي صالح محمد بن المهذب:
عجبت وما يأتي به الدهر أعجب ... لصرف زمان بالورى يتقلب
شباب وشيب واكتهال وصبوة ... وكل لعمري لا محالة يذهب
فإن المنايا غاية الناس كلهم ... وليس لمن خاف المنية مهرب
وإن التي في الترب غيب شخصها ... لها في نصاب المجد فرع ومنصب
ثوت حين ترجى أن تعيش بغبطة ... وفاتت فلم يدرك لها الدهر مطلب