وقد مكنته ثقافته من أن يصبح أولا كاتبا للوزير أبي العباس عيسى بن ماسرجيس ثم كاتبا لديوان الرسائل في أيام جلال الدولة أبي طاهر بن بهاء الدولة بن عضد الدولة (?) ، وإن لم يتردد في الرسائل بينه وبين الملوك (?) ، وهو يحدثنا في كتابه " المفاوضة " عن اتصال أسفاره بين البصرة وواسط والأهواز ناقلا رسائل عن السلطان (?) ، وفي إحدى المرات خرج إلى البصرة برسالة إلى من يلقب " ظهير الدين ". وبعد أن أدى المهمة المنوطة به ونوى العودة بعث إليه ظهير الدين بكسوة ونفقة، فاحتشد من حوله عدد من طلاب المنفعة يحاولون مشاركته فيما ناله من عطاء (?) .
وقد وصف بالذكاء والفطنة ولطف الفهم وسجاحة الخلق وحسن المداراة (?) . ويؤخذ من كتابه المفاوضة أنه كان شديد التدقيق في شؤون الكتابة إذ يستوقف نظره أن يجد " لعمرك "، و " لعمري " قد أدخلت فيها الواو قياسا على " عمرو " ويسأل أستاذه الربعي عن صحة ذلك (?) ، ويرى كاتبا يخط " لم أقر " - دون همز - فينبهه إلى أن ذلك لا يجوز (?) ، ولا يخلو من ميل إلى المماحكة والمكايدة (?) ومن متابعة الأمور إلى نهايتها دون فتور أو كلل (?) ومن سرعة الفيئة