إلى الحق إذا نبه إليه، كما حدث له حين نبه إلى خطأه في لفظ " أصلح " بدلا من " أصلخ " (?) .
وأصبح علي بحكم منصبه ومكانته الأدبية على معرفة بكثير من رجال الحكم وأهل السياسة، كما كانت علاقته وثيقة بكتاب العصر وشعرائه، مثل أبي الفرج الببغا وأبي الحسن السلامي وأبي طاهر علي بن الحسن الحمامي وأبي نصر ابن نباتة، وكتاب المفاوضة معرض لمثل تلك العلاقة.
وهو يحدثنا أنه كان يكاتب أبا الفرج الببغاء ويزوره بصحبه أخيه القاضي (?) وعن الببغا وعن أبي القاسم الرقي منجم سيف الدولة عرف كثيرا من أخبار بلاط سيف الدولة وأحوال الناس الذين يلتفون حوله (?) .
ومن غرائب ما حدث له متصلا بصديقه ابن نباتة (?) أنه زاره - وهو في مرض الموت - بمدينه واسط، وقعد عنده قليلا، فأنشده ابن نباته قوله (?) :
متع لحاظك من خل تودعه ... فما إخالك بعد اليوم بالوادي وانصرف ابن نصر من عيادته، فبلغه الخبر وهو في طريقه منصرفا أن ابن نباتة قد قضى نحبه. وتشاء الأقدار أن يحدث الشيء نفسه في حال ابن نصر هذا، فقد غادر البصرة ذاهبا إلى واسط فمرض فيها مرض الموت، وزاره هنالك