وكان الإخشيد (?) قد اختص من الأشراف بعبد الله بن طباطبا، وبالحسن بن طاهر بن يحيى وكانا لا يفارقانه، وهذا حسني وهذا حسيني، وبينهما عداوة الرياسة والاختصاص.

وعاد الفضل بن جعفر الوزير من الشام إلى مصر فتلقاه الإخشيد وجميع الناس.

وسخط الإخشيد على مقبل المغني غلام الموفق فحبسه، فسأل أبا بكر الحداد الفقيه أن يشفع فيه، فسأل فيه الإخشيد فأجابه وقال: أنا أرسله إليك. فلما انصرف ابن الحداد دعا الإخشيد مقبلاً فقال له: وتربة طغج لئن خالفتني لأردنك إلى الحبس، قد شفع فيك ابن الحداد الفقيه، فخذ العود وامض وغن له، فركب مقبل إلى ابن الحداد بالعود فدخل إليه فشكره، وقال له: يا سيدي للملوك غيب، وقد أمرت بأمر لا أدري والله كيف أفعله، ففطن ابن الحداد فقال: والله ما سمعته قط إلا في دور الناس من السطح، وقام مقبل وجاء إلى دار الإخشيد وحلف أنه حمل العود، ولكنه وجد عند ابن الحداد أمةً من العلماء والفقهاء والشهود: " فخفت على نفسي " وحكى له جواب ابن الحداد.

وفي سنة أربع وعشرين شرع الإخشيد في إجراء الحلبة على رسم أحمد بن طولون. وكان الإخشيد لما عجز عن مصر وأخذها جمع العساكر وقبل كل من جاءه، فجاءه قواد العراق وقواد ديار مضر وديار ربيعة وحلب والثغور والشامات، وأكثرهم مؤمر، فعظمت عليه المؤونة وثقلت. فحدثني الفضل بن محمد قال: سمعت أحمد بن موسى الزغلمان، وكان أحد القواد، قال سمعت الإخشيد غير مرة يدعو على محمد بن عليّ الماذرائي يقول: هو أحوجني إلى جمع العساكر، وقد كتبت إليه غير مرة: دعني أدخل في غلماني ومن معي وأنت المدبر لأمري وأمرهم، فما وجدت فيه حيلة، فأرسل إلي: ما بيني وبينك إلا السيف، وقد رد إلي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015