وكان للإخشيد غلمان كثيرة وأتباع، وكان وجوههم بدر الكبير، وشادن الصقلبي، ومنجح الصقلبي، وكافور الأسود، وفاتك الفحل، وبشرى وغيرهم. ولما قبض على عمران بن فارس جعل مكانه في حجبته غلامه فاتك الرومي.
ثم ثار بالإخشيد طرف سوداء فحجب عن الناس وأرجف به، وقيل إنها كانت تعتاده فيخلط. وكتب جماعة إلى العراق يلتمسون إمارة مصر، فلم يزل في هذه العلة يرجف به، حتى ظهر للناس في يوم الجمعة، وأذن للناس في صلاة الجمعة في دار الإمارة، ووقف في مستشرف بالصخر الكبير حتى رآه الناس، ثم أفاق، وبلغه خبر الذين كتبوا في ولاية مصر، وكان منهم غلامه شادن الصقلبي، وكان شجاعاً يقرأ ويكتب، ومنهم يونس الحرون قائد من قواد العراق، وكان منهم عمران ابن فارس. فقيل إنه دس إلى يونس الحرون شيئاً فمات، وقبض على عمران ابن فارس وقبض على من اتهمه من غلمانه.
وكان أخص الناس به كاتبه محمد بن كلا، وكان كاتبه بدمشق ورسوله إلى العراق وثقته، فقبض عليه في آخر سنة اثنتين وعشرين (?) وصادره على ثلاثمائة ألف دينار، وقبض على أهله وصادرهم، وقبض على جماعة كانوا في داره يوم قبض عليه فصودروا فحلف ابن كلا أنه لا يدفع مال المصادرة أو يلقاه ويراه، فامتنع الإخشيد عن ذلك، وكان رسمه ألا يراه أحد ممن يصادره إلا بعد الرضا عنه، فحلف ابن كلا بالطلاق، فقال: مروا به حتى أراه ويراني، فمروا به عليلاً يتوكأ على رجلين وكان به عرج، فنظر إلى الإخشيد وقال: أما أنا فقد استحييت، فأطرق الإخشيد، وتم قبض المصادرة وأطلقه.
وانكشفت له أموال في البلد، منها اصطبل كان لإبراهيم غلام حبشي وجد فيه مائة وخمسون ألف دينار فأخذها. وكان بمصر أبو الحسن الفرغاني وكان على الاستخراج، فلما دخل الإخشيد إلى مصر استتر منه، ثم راسله وبذل له غلمانه وما عنده من صلاح، فأجابه إلى ذلك ووعده يوماً بعينه يركب إليه، وكان شيخاً حسن الهيئة واللباس.