وكان الإخشيد معظماً لمحمد بن عليّ عارفاً بحقه. ولما فرغ الفضل ابن جعفر من تدبير البلد وتقرير الأموال، وكشف الضياع، وضياع الماذرائيين، أخذ في المسير إلى الشام، وأخرج الإخشيد معه محمد بن عليّ الماذرائي موكلاً به، وخرج الإخشيد لتشييع الوزير الفضل بن جعفر ولم يتأخر أحد عن تشييعه، وتولى الإخشيد أمور مصر في الأموال والرجال.
وكان يواكل الإخشيد جماعة منهم عدنان بن أحمد بن طولون وابن أخيه قيس بن العباس بن أحمد بن طولون وغيرهما، وكان يحادثه ويسامره سعيد الشاعر المعروف بقاضي البقر.
ولما دخل شهر رمضان أطلق النفقات للمسجد الجامع، وأمر بعمارة المساجد بالجص والبياض والخلوق والمصابيح والأئمة. ثم أمر بالتأهب للعرض ليلة الفطر على رسم أحمد بن طولون وما كان يفعله تكين، فتأهب الناس واشتروا وأكثروا، وكان القواد التكينية على غاية الرفعة. ولما كان آخر شهر رمضان ركب الإخشيد بعد عشية فحضر ختم الجامع وصلى وأوتر وهو في وجوه عبيده، في دراعة (?) بياض، وبين يديه خمسمائة غلام بالدبابيس والمستوفيات (?) ، وبين يديه الشمع والمشاعل، وقيل كان بين يديه مائة فراش بمائة شمعة. ثم أصبح الناس للعرض، وجلس في المنظرة التي على باب الإمارة، ومرت العساكر، فلما انقضى العسكر ركب غلمانه في أحسن زي بالتجافيف والجواشن والدروع فلم يفرغوا إلى العشاء. ثم أصبح فركب لصلاة العيد، فصلى به عمر بن الحسن العباسي وخطب به وانصرف، ونصب السماط فأكل الناس وحملوا.
ثم قبض على بار شكور وصادره على مائتي ألف دينار، وأخذ جميع غلمانه بسلاحهم ودوابهم وثيابهم. ثم قبض على عمران بن فارس فصادره، وأخذ غلمانه بدوابهم وثيابهم، وكانوا كلهم بين يديه.