غلام أبيه بدمشق، لأنه سار إليه من مصر وقتله، فقتل أبو الجيش في تلك الليلة (?) وكفاني الله أمره لأني عملت مع راغب له فكفيت (?) .
وقال أبو بكر محمد بن عليّ الماذرائي صاحب أعمال مصر: عملت دعوة بمصر ودعوت فيها عشرةً، أحدهم طغج، فبينا نحن في الأكل إذ جاءني أحد غلماني فقال: على الباب رجل قدم من دمشق معه هدية، فقلت له: انظر ما هي؟ فقال: ثلاثون كمثراة. فقلت له: إن كان حسناً فخذه وادفع إليه ثلاثين ديناراً، ففعل. فلما فرغنا من الأكل قلت للغلام، وكان المجلس قد عبئ: اجعل بين يدي كل رجل زبدية فيها ثلاث، ففعل. فلما قمنا من النوم وجلسنا نظرت إلى الزبديات كلها وما فيها شيء، فدعوت الغلام سراً وسألته، فقال: قد فعلت ما أمرتني، فجاء غلام آخر فقال: يا مولاي، قام مولاي أبو محمد طغج من النوم يريد الخلاء ورفع الستر وقال: أيش هذا؟ كمثرى دمشقي؟ هات سكيناً يا غلام وأكل الثلاثين، فضحكت وقلت له: يا أبا محمد ما تحل عليك الصلاة، أكلت كمثرى بثلاثين ديناراً، فضحك وقال: هو من عملي وأنا أولى به.
ولم يزل طغج على دمشق وطبرية وابنه محمد المعروف بالإخشيد يخلفه على طبرية. وكان بطبرية أبو الطيب العلوي محمد بن حمزة بن عبيد الله بن العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، وكان وجه طبرية شرفاً وملكاً وقوة وعفافاً، فكتب الإخشيد إلى أبيه طغج يذكر له أنه ليس له أمر ولا نهي مع أبي الطيب العلوي فكتب إليه أبوه: أعز نفسك، فأسرى عليه محمد بن طغج، وأبو الطيب في بستان له، فقتله.
ولم يزل طغج أبام أبي الجيش على دمشق وطبرية وأيام جيش وأيام هارون ابن أبي الجيش إلى أن قتل هارون بالعباسية، وسار محمد بن سليمان الكاتب من بغداد من قبل المكتفي ففتح مصر وخرب ديار آل طولون وجمع الأموال والنعم، سار