إلى العراق بآل طولون والماذرائيين وعبيد ابن طولون وأصحابه، وسار طغج معه.
فلما حصل طغج ببغداد، والوزير يومئذ العباس بن الحسن، كان يريد الوزير من طغج إذا لقيه في موكبه أن يترجل له فلم يفعل، فعمل في تأليب المكتفي على طغج وأخافه منه بسبب آل طولون وحذره، وطغج ثابت على الترفع عن النزول للعباس والترجل له، فحبسه وحبس معه ابنيه الإخشيد وعبيد الله. فلم يزل طغج محبوساً إلى أن توفي في الحبس سنة أربع وتسعين ومائتين، ولم يشكوا في أن العباس قتله، فأطلق ابنيه الإخشيد وعبيد الله فلزما خدمة العباس يركبان بركوبه، وينزلان بنزوله، ويقفان بين يديه، إلى اليوم الذي عمل فيه الحسين بن حمدان على قتل العباس بن الحسين الوزير وضربه بالسيف على عاتقه، وسقط العباس، فصاح الحسين بن حمدان بالإخشيد وأخيه عبيد الله: خذا بثأركما، فتقدما فضربا العباس بسيوفهما، وهرب الحسين بن حمدان إلى ديار ربيعة، وهرب عبيد الله بن طغج إلى شيراز فخدم أميرها، وهرب الإخشيد إلى الشام وقصد أبا العباس أحمد ابن بسطام عامل الشام. ثم عاد عبيد الله بن طغج إلى بغداد أيام المقتدر، وخدم، وصارت له نوبة ومرتبة يفتخر بها على أخيه الإخشيد.
وبقي الإخشيد مع ابن بسطام بخدمه ويخرج معه للصيد ويحمل له الجوارح حتى كان يقال بازيار ابن بسطام. ثم تقلد ابن بسطام مصر فسار معه الإحشيد إلى مصر. وكان معه إلى أن توفي ابن بسطام بمصر سنة سبع وتسعين ومائتين، فصار مع ابنه أبي القاسم عليّ بن أحمد بن بسطام. وحضر مع تكين الخاص أمير مصر وقعة حباسة وحسن أثره فيها، وكان مع تكين بمنزلة الولد. وولاه تكين وهو بدمشق عمان وجبل السراة، وكان يأكل معه وينادمه، وإذا انصرف تكين عن مصر خرج معه إلى الشام لا يفارقه. وكان على هذه الحالة إلى أن ولاه تكين الإسكندرية، فأقام بها إلى مجيء القائم عليه السلام، فحضر القتال أيضاً، فلم يزل مقدماً وهو مع هذا يخدم أبا زنبور الحسين بن أحمد الماذرائي وأبا بكر محمد بن عليّ الماذرائي. وملك الإخشيد في أيام تكين دار القاضي أبي عبيد الله ومنها هرب إلى دمشق. وكان يقول في ملكه بمصر، إذا رأى محمد بن عليّ: كم قبلت هذه اليد مرة، وكم