وقال: بقي قسيم الدولة في قبره من سنة خمس وثمانين إلى سنة ست وعشرين وهذا طغيان من القلم، فإن قسيم الدولة قتل سنة سبع وثمانين، وقد ذكره كذلك، وقال عمر يعني ولده زنكي له مدرسة، ووقف عبيه صبعين، والمدرسة لم يعمرها زنكي بل عمرها سليمان بن عبد الجبار بن أرتق، وأبتدأ في عمارتها في سنة سبع وعشرة، واسمه وتاريخ عمارتها على جدارها، لكن قسيم الدولة آق سنقر لما قتل دفن إلى جانب مشهد قرنبيا بالقبة الصغيرة المبنية بالحجارة من غربي المشهد، وكان قسيم الدولة بنى مشهد قرنبيا لمنام رآه بعض أهل زمانه ووقف عليه وقفاً فدفن إلى جنبه، وعمر على قبره تلك القبة، فلما ملك زنكي حلب آثر أن يبني لأبيه مكاناً ينقله إليه، وكانت المدرسة بالزجاجين لم تتم، وكان شرف الدين أبو طالب العجمي هو الذي يتولى عمارة المدرسة، ووقف من يقرأ على قبره القرية المعروفة بشامر، وهي جارية إلى الآن، وأما كارس التي هي وقف على المدرسة فأظنها وقف سليمان بن عبد الجبار] .

14 - (?)

سنة 516: وفيها وصل الواعظ أبو طالب من الخليفة، فانتسجت بيني وبينه مودة، فكتب إلي أبياتاً وأنا داخلٌ من الركوب:

يا ليلَ ما جئتكمُ زائراً ... إلا رأيتُ الأرضَ تُطْوَى لي

ولا ثنيتُ العزمَ عن داركم ... إلا تعثَرْتُ بأذيالي فلم أعلم ما معناها في وصولها، وأنا مع أبي دخول من الصيد، فأريته الرقعة وقلت: ما معنى هذا؟ فقال: والله لا أعلم، وأريتها لعمي عز الدين في الحال فقال: ما أعلم فأمرني أن أخلع عدتي وأرجع سريعاً، فخطر لي أنه يختبرني ليعلم بديهيتي، فكتب في ظهرها:

كم لي إلى داركَ من صبوةٍ ... أَعْتدَتْ فأبكتْ ليَ عُذَالي

وحرّ نار في الحشا محرقٍ ... لبعدكم يقضي بترحالي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015