8 - (?)

سنة 473: حدّث الأمير أتابك طغتكين صاحب دمشق أبي قال: كنت حامل وراء السلطان [ألب أرسلان] السلاح حين ضربه حجر المنجنيق ولو سلم ساعةً لأخذها [أي حلب] ، وكان قد وصل إلى الشام يريد الطلوع إلى مصر ليفتحها، ولو طلع لأخذ البلاد جميعها وأخذ مصر.

وحدثني مولاي أبي قال: كانت خيامه من شمال مسجد مرج دابق إلى قناطر قنسرين، أي موضع عبرت فيه ورأيت السرادق والخيام قلت: في هذه السلطان. وقال همام بن الفضل: كانت خيام السلطان على المعشرية، وهي متصلة إلى الفرات بعضها ببعض.

قال أبي: وحدثني وزير تاج الدولة أبو النجم (?) قال: شرب السلطان على حلب وسكر وضلَّ رشده بالسكر فقال: هاتوا الأمير البدوي، يعني محمود [بن نصر ابن صالح المرادسي] لأضربَ رقبته، فجاء الغلمان إلى خواجا بزرك وقالوا له: قد قال السلطان كذا وكذا، فمضى إليه خواجا بزرك وقال له: يا سلطان العالم، يظهر عنك مثل هذا؟ وكان السلطان قد بلغ منه السكر فضربه بالمغسل الذي في دست الشرب، وقال: أريده، ففتح أثراً في جهه، فمضى خواجا إلى جانب السرادق إلى خاتون، فقال: بادرينا يا خاتون وإلا الساعةَ يتلفُ العسكر وينهبُ بعضه بعضاً، كان كذا وكذا، فقامت تمشي إليه، فقال لها: خاتون، ما جاء بك؟ فقالت: نَمْ أنت سكران، وتفرقوا، فلما أصبحت قالت له: ما تحتشم تفتح عليك باب غدر؟ قال: لا إن شاء الله، قالت: بلى البارحة أردت تحضر الأمير البدويَّ وتضرب رقبته، وأنت قد أعطيته أمانك، هذا أنت تريد تفتح مصر وما دونها، وفعلت كذا وكذا بخواجا بزرك، قال: والله ما معي علم من هذا جميعه. ولما حضر عنده خواجا قال له: يا حَسَن ما هذا الأثر في وجهك؟ قال: يا سلطان العالم هذا أثر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015