في أثناء كلامه] : والأمير سديد الملك مقيمٌ بالجسر لعلمه أن الداء قد أعضل. وكان سبب ذلك أنَّ الأمير بهاء الدولة ابن الملك فناخسرو، وهو خاله، وقد نزل من مصر لما تولى ابن أخته حلب كانت جاريته قد أعتقلها أمير الجيوش بدر بمصر وأراد يضرب رقبتها لأنها كانت أوفى طبقة في الغناء، فكان الأمراء بمصر يتقاتلون عليها، فقتل من أجلها عدة من الأمراء، فقال لسابق: ما يقدر أحد يخلص جاريتي وأولادي إلا الأمير سديد الملك فإنني رأيت له بمصر صيتاً وافياً، وقال من بها: لو جعل مقره بمصر عوض طرابلس كانت الدولة في قبضته، فثقل على الأمير إلى ان كتب وسير إلى أمير الجيوش في أمر الجارية فقال: والله ما أردت أخرجها أبداً من الحبس ولكني لا أرد مسألة ذلك المحتشم، فسيرها إلى طرابلس إلى دار جدي، فأحضرها إلى حلب ومعها ابناها دارا وبهمن، فلما حضرت في مجلس سابق أول صوت غنت:
نفسي فداؤك كيف تصبُر طائعاً ... عن فتيةٍ مثلِ البدور صباحِ
حَنَّتْ نفوسهمُ إليكَ فأعلنوا ... نفساً يغلّ مسالكَ الأرواح
وغَدَوْا لراحهمُ وذكرك فيهمُ ... أذكى وأطيبُ من نسيم الراح
فإذا جَرَتْ خبباً وذكرك فيهمُ ... جعلوك ريحاناً على الأقداح ثم قامت وقبلت الأرض وقالت: يا أمير بو الحسن أنا مُصْطَنَعَتُكَ وكذلك أولادي، فتخيَّل مولاها وخاف أن يكون الأمير أبو الحسن يخرجه من منزله، إذ كان يعلم أنه من غير شَكْلِهِ ولا هو من رجال سديد الملك، فاشتغل عنهم بحصنه وبلده كفرطاب يشتو بالجسر ويصيف بكفرطاب إلى أن غلب سابق واستحكم بأسه. [سديد الملك علي بن منقذ والحكاية لا تتعلق بالملك العزيز بل بابنه] .
7 - (?)
سنة 473:فيها تسلم شرف الدولة قلعة حلب، شهر ربيع الآخر، ولم يكن فيها ما يؤكل.