فيكون حمل المقتول بشعره المضفور خيراً من أن يخرَّقَ شِدْقُهُ ويحملَ به أو بلحيته، فقال ناصر الدولة: ذخيرة سوء ليوم ميشوم، قال: فحدثني جماعة بعد ذلك أنهم رأوا ناصر الدولة حين قتل والمهذب في جماعة من الأمراء ورأس المهذب محمول بدبوقته المضفورة، وناصر الدولة قد ثُقِبَ شدقه وقد حمله به.

4 - (?)

وحدثني الأستاذ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن المنيرة [الكفرطابي] وهو أستاذي قال، حدثني أبو شملة بن المره الحلبي، وكان قد سكن كفرطاب، قال: أصبحت يوماً في برد وثلج يزيد عن الحدّ، فقلت لهم في داري: اعملوا لنا كبولا، وهي العصيدة، وأَسْرِعُوا بها من اجل الصبيان، فعملوها وبالغوا في جودتها، فهم يريدون غرفها وإنسان يدق الباب فقلت: من؟ قال: رسول الأمير أبي سالم ناجية يستدعيك إلى العمرة بأمر وصله فيك من محمود لتدخل إليه، قال: قلت أدخل، فنحن في غداء، نتغذى ونسير، قال والله ما أقدر أتركك ولا آكل أنا، ودخل، فما برح إلى أن لبست عدتي وخرجت، والماء علي يكاد ينفذ اللباد، فمضينا وعجوزٌ لنا تقول: أسال الله الراحة المعجلة، فقد والله سئمنا. فمضينا إلى باب المدينة، وإذا فارس آخر يخبرنا بموت محمد ويأمره بردي، فرجعت إلى داري، فوجدت فيها كالجنازة، فدققت الباب ففتحوا، ودخلت، فأجد الطعام على جهته ما إنتقض حره، فأكلت أنا والرسول الثاني، وعجبت من حرمان الأول وحرماني، ورزق الثاني ورزقني، وإجابة دعوة عجوز.

5 - (?)

وأقام نصر [بن محمود بن نصر المرداسي] مالكاً إلى سنة ثمان وستين، فلما كان يوم عيد الأضحى عيَّد وخرج العصر لينهبَ الأتراك: ابن خان وأصحابه ويأخذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015