وإن من أولى واجباته الأبوية أن يشعرهم بالرحمة والحنان والعطف والحب، لينشأوا نشأة نفسية صحيحة، تعمر قلوبهم الثقة، ويشيع في نفوسهم الصفاء، ويغمر أخيلتهم التفاؤل.
والرحمة خلق إسلامي أصيل، كان من أبرز خلائق الرسول الكريم وشمائله الرفيعة، كما حدثنا أنس رضي الله عنه إذ قال: ((ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: كان إبراهيم مسترضعا له في عوالي المدينة، فكان ينطلق، ونحن معه، فيدخل البيت، فيأخذه فيقبله، ثم يرجع)) (?).
وتتسع رحمة الرسول الكريم بالبراعم المسلمة المتفتحة، ويمتد رواقها الظليل فيشمل الصغار وهم يلعبون، فإذا هو يغمرهم بعطفه وحنانه، كما يروي أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان كلما مر بصبيان هش لهم وسلم عليهم (?).
وكان من أقواله التربوية الخالدة: ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا)) (?).
ويروي أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الحسن بن علي، فقال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من لا يرحم لا يرحم)) (?).