تدعو اليه اليوم التربية الحديثة، وقد دعا إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - منذ خمسة عشر قرنا بقوله وفعله.
فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا بني العباس رضي الله عنهم، ثم يقول: ((من سبق إلي فله كذا وكذا، فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم)) (?).
وأخرج البخاري في الأدب المفرد والطبراني عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد الحسن أو الحسين رضي الله عنهما، ثم وضع قدميه على قدمه، ثم قال: ((ترق)).
وتتجلى روح الرسول المربي العظيم أكثر ما تتجلى في حمله الحسن والحسين رضي الله عنهما، وترفقه بهما، وحنوه عليهما، ضاربا المثل للآباء والأجداد في كل زمان ومكان، ليكونوا على خلق رضي كريم مع تلك الغرسات اللدنة الغضة، مهما كانوا عليه من وقار ومكانة وقدر؛ ذلك في الحديث الذي رواه أحمد والنسائي عن شداد، قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو حامل حسنا أوحسينا، فتقدم فوضعه، ثم كبر في الصلاة، فسجد سجدة أطالها، فرفعت رأسي فإذا الصبي على ظهره، فرجعت في سجودي، فلما قضى صلاته قالوا: يا رسول الله، إنك أطلت، قال: ((إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته)) (?).
هكذا ينبغي أن يكون شأن المسلم مع أولاده، يخالطهم، ويترفق بهم، ويحنو عليهم، ويمازحهم، ويدخل على قلوبهم السعادة والغبطة ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وما وجد من وقته فراغا وسعة.