والمسلم التقي الواعي من أرهف الناس إحساسا، وأكثرهم تقديرا لشعور الآخرين.
والزوج المسلم الصالح الواعي يعرف كيف يوفق بين إرضاء والدته وزوجه، فيستخدم ذكاءه ولباقته وحلمه وقوة شخصيته في تعامله معهما، بحيث لا يجور على أحد الطرفين، وبذلك لا يكون عاقا لوالدته ولا ظالما لزوجته، بل يعرف لوالدته حقوقها، ويقوم ببرها على أحسن وجه، ويعرف لزوجته أيضا حقوقها، فلا يهضم منها شيئا في سبيل بر الوالدة ورعايتها، وإن المسلم الصادق النبيه لقادر على هذا، ما دام متزودا بزاد التقوى، مسلحا بالأخلاق الرضية السمحة المستمدة من هدي الإسلام وتعاليمه الغراء، التي أنصفت كلا من الوالدة والزوجة، ووضعت كلا منهما في مكانه الصحيح.
بهذه الأخلاق العالية، وبهذه المعاملة الحسنة، يملك الزوج المسلم قلب زوجته، فلا تعصي له أمرا، ومن هنا كانت القوامة للرجل المسلم على المرأة، بما حلاه الدين من صفات، وما زوده من مقومات، وبما ألزمه من ضوابط وتشريعات:
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (?).
ولهذه القوامة تبعات، وعلى الرجل بسببها مسؤوليات؛ فالرجل مسؤول عن زوجته مسؤولية كاملة: