المرأة بلطف ولباقة وكياسة، فيوجهها الوجهة المستقيمة التي تقتضيها الحياة الإسلامية المنسجمة كل الانسجام مع الفطرة السليمة والخلق النقي القويم. إنه ليتعرف على ميولها ورغباتها ومزاجها، فيحاول جهده أن يوفق بين تلك الميول والرغبات وبين ما يريد لها من سيرة حسنة مثلى، دون أن ينسى لحظة واحدة أنها خلقت من ضلع، وأن تقويم الضلع أمر لا سبيل إليه.

كيس فطن مع زوجته:

والمسلم الحق الواعي كيس فطن دوما مع زوجته؛ إنه لا ينال أحدا من

أهلها بسوء أمامها، ولا يلقي على مسامعها كلمة نابية جارحة لأحد من ذويها، مراعاة لشعورها، وهي بالمقابل ستحترم شعوره، فلا تفعل أو تقول ما يؤذيه أو يمس أحدا من أهله بأذى أو سوء.

وهو لا يفشي لها سرا ائتمنته عليه، ولا يذيع خبرا أفضت به إليه وخصته به؛ ذلك أن التساهل في مثل هذه الأمور كثيرا ما يفجر براكين الخلاف بين الزوجين، ويطفىء شعلة المودة بينهما، والزوج المسلم الحصيف اللبق بمنجاة من هذا كله وعصمة، ما دام ينهل من معين الإسلام الصافي، ويتأدب بأدبه العالي القويم.

يكمل نقصها:

والزوج المسلم الواعي يحرص على أن يكمل نقص زوجته إن آنس فيها نقصا في علم أو سلوك، ويسلك في سبيل ذلك أنجع السبل وألطفها وأكيسها، وإن صادف في أثناء ذلك منها نشوزا أو رغبة في انحراف، ردها إلى الجادة برفق وحلم وذكاء، متجنبا تعنيفها أو لومها أمام الناس، مهما كانت الأسباب؛ فإن أشد ما يؤلم المرأة أن يسمع أحد لومها أو يشهد تقريعها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015