النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم. قال: وكان منزلي في بني أمية بن زيد بالعوالي. قال: فتغضب يوما على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك! فوالله إن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل! قال: فانطلقت، فدخلت على حفصة، فقلت: اتراجعين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: نعم، قلت: وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟ قالت: نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر! أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله؟ فإذا هي قد هلكت؟! لا تراجعي رسول الله، ولا تسأليه شيئا، وسليني ما بدا لك)) (?). ويأتي عمر رضي الله عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويحدثه بما دار بينه وبين حفصة من حوار، فيبتسم الرسول الكريم.
بمثل هذا الخلق الرضي العالي ينبغي أن يتحلى المسلم، ليكون على قدم الرسول الكريم في شمائله وسجاياه، وفي أعماله كلها، وحينئد يقيم الدليل على أن الإسلام دين الحياة الاجتماعية الراقية، وأن ما أصاب الأفراد والأسر والمجتمعات من شقاء وتفكك واضطراب وقلق وضياع، إنما كان ببعد الناس عن هذه القيم العليا التي نشر شذاها الإسلام، وجهلهم إياها، وظنهم الخاطىء بها، وإنها لقيم خلقية ثمينة، إذا تحلى بها الأزواج انتفى من حياة الأسر الخصام والشقاق، ورفرفت على البيوت أجنحة السعادة والطمأنينة والاستقرار والنعيم.
ومن هنا كان الزوج المسلم الواعي من أنجح الأزواج في الحياة الاجتماعية، ومن أحبهم إلى نفس المرأة الصالحة النظيفة الحصان؛ ذلك أنه بما تلقى من هدي الإسلام العظيم، يعرف كيف يتسرب إلى كوامن نفس