ويذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل أهله الأدم، فقالوا: ما عندنا إلا خل، فدعا به، فجعل يأكل، ويقول: ((نعم الأدم الخل، نعم الأدم الخل)) (?).

ألا فليسمع الأزواج الحمقى الذين كثيرا ما استطار الشرر من عيونهم لتقصير وقعت فيه زوجاتهم، فتأخر الطعام عن موعده، أو جاء على غير مزاجهم الرائق، وقد تكون هناك أسباب قاهرة أرغمت الزوجة المسكينة على الوقوع في مثل هذا التقصير، ولكن الأزواج يغضبون قبل معرفة تلك الأسباب، أليسوا رجالا قوامين على النساء!!؟.

والزوج المسلم الصادق لا يكتفي ببره وحسن معاشرته لزوجته، بل يمتد بره وخيره وكرم وده إلى صديقات زوجته الفاضلات، وذلك تأسيا بما كان يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد حدثت السيدة عاثشة رضي الله عنها، قالت: ((كانت عجوز تأتي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيهش بها ويكرمها، ويقول لها: كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ فتجيبه: بخير، بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فلما خرجت، قالت عائشة: تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ وإنك لتصنع بها شيئا لا تصنعه بأحد، فيجيبها النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنها كانت تأتينا عند خديجة، أما علمت أن كرم الود من الإيمان)) (?).

وقد تأخذ الزوجة نزوة غضب، أو تستبد بها ثائرة انفعال لسبب من الأسباب، فتنكمش عن زوجها، وتشعره بغضبها وانفعالها، وهنا ينبغي أن يسع الزوج المسلم زوجته بخلقه الرضي، وحلمه الواسع، ونظرته العميقة لحقيقة المرأة وتكوينها ومزاجها، كما كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يسع زوجاته إذ يغاضبنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل.

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((كنا معشر قريش قوما نغلب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015