المهذب الراقي النبيل المتحلي بمكارم الأخلاق التي حض عليها الإسلام، فهي ليست من الذماثة المصطنعة أو التخلق الموقوت الذي يخفي وراءه ما يخفي من نوايا ومآرب وأغراض، وإنما هي الأخلاق الدائمة التي جاءت بها نصوص الكتاب والسنة، وجعلت التخلق بها دينا يحاسب المرء عليه.
فهو صادق مع الناس جميعا، لا يغش ولا يخدع ولا يغير، ولا يحسد، موف بالعهد، متصف بالحياء، عفو متسامح غفور، طليق الوجه، خفيف الظل، حليم، يجتنب السباب والفحش وبذيء الكلام، لا يرمي أحدا بفسق أو كفر بغير حق، حيي ستير، لا يتدخل فيما لا يعنيه، بعيد عن غيبة الناس والمشي بالنميمة بينهم، يجتنب قول الزور وظن السوء، إذا اؤتمن على سر حفظه ولم يفشه، متواضع لا بتكبر ولا يسخر من أحد، يجل الكبير ويحترم صاحب الفضل، ويعاشر كرام الناس، يحرص على نفع الناس ودفع الضر عنهم، ويسعى للصلح بين المسلمين، يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يعود المريض، ويشهد الجنازة، يكافئ على المعروف ويشكر عليه، يخالط الناس ويصبر على أذاهم، يدخل السرور على القلوب ما استطاع إلى ذلك سبيلا، يدل الناس على الخير، يحب التيسير ويجتنب التعسير في الأمور كلها، عادل في حكمه، لا يظلم ولا يحابي ولا ينافق ولا يداهن ولا يرائي، ولا يباهي بأعماله ومنجزاته، مستقيم لا ينحرف ولا يلتوي ولا يتلون مهما تكن الظروف، يحب معالي الأمور ويكره سفسافها، لا يتنطع في كلامه، ولا يصغر خده للناس، كريم جواد، لا يمن على من يعطيهم أو يسدي إليهم معروفا، مضياف، لا يتبرم بالضيف ولا يضيق به ذرعا إن ألم به، يؤثر على نفسه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ينفس عن المعسر، عفيف لا يتطلع إلى المسألة، ويرى اليد العليا خيرا من اليد السفلى، آلف مألوف، يخضع عاداته كلها لمقاييس الإسلام، ويتأدب بأدبه في طعامه وشرابه وسلامه