وهي مع الأولاد شخصية تدرك المسؤولية الكبرى التي تحملها إزاءهم، وهي، إذ تغمرهم بالحب والحنان والعطف، لا تغفل التربية والتوجيه، متنبهة إلى كل ما يؤثر في تكوين شخصياتهم التكوين الإسلامى السوي الأمثل.
وهي مع الأرحام من ذوي القربى الشخصية الواصلة حبل الود، الجامعة للشمل، الواعية ما للرحم من مكانة في شرعة الإسلام، تجعل الإنسان المسلم واصلا لها، مهما تكن الظروف والأحوال.
وشخصية المسلم الحق مع الجيران نموذج لحسن الجوار، وطيب المعاملة، ومراعاة المشاعر والأحاسيس، واحتمال الأذى، والإغضاء عن الأخطاء، والتحرز عن الوقوع فيها، والتخلق الدائم بخلق الإسلام الذي أصل التوصية بالجار على لسان الروح الأمين، حتى ظن الرسول الكريم أن جبريل سيورثه، ومن هنا لا تبدر منه بادرة سوء نحو جاره، ولا يند عنه تقصير في حقه، بل إنه لا يألو جهدا في إسداء المعروف إليه، ولا ينتظر على معروفه مكافأة ولا جزاء ولا شكورا.
أما علاقته بإخوانه وأصدقائه، فهي أنقى وأصفى وأطهر علاقة؛ إنها علاقة الحب في الله، وهو الحب الأخوي الصادق الصافي الذي استمد صفاءه وشفافيته من مشكاة الوحي وهدي النبوة، فكان نسيج وحده في تاريخ الأخوة الإنسانية والعلاقات البشرية.
وقد انبثق عن تلك العلاقة الوثيقة وهذا الحب الكبير طائفة من غرر الأخلاق، جعلت المسلم الحق نموذجا عجيبا من البشر، تمثلت فيه قيم الإسلام وأخلاقه، فإذا هو مع إخوانه وأصدقائه محب لا يجفو، وفي لا يخون، ناصح لا يخدع، رفيق لا يغلظ، سمح عفو لا يحقد ولا يضطعن، كريم يؤثر إخوانه على نفسه، ويدعو لهم دوما بظهر الغيب.
وأما علاقاته الاجتماعية مع الناس جميعا، فهي علاقات الإنسان