والمسلم المهذب الواعي آداب المجالس لا يتثاءب في مجلسه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وإذا ما غشيه التثاؤب وغلبه على أمره حاول دفعه ما استطاع، وهذا ما أرشد إليه الرسول الكريم بقوله:
((إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع)) (?).
أما إذا كان التثاؤب أقوى من أن يكظم أو يدفع، فليضع يده على فمه، وبهذا أمر الرسول الكريم بقوله:
((إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل)) (?).
إن التثاؤب في المجالس قبيح منفر لا يليق بالإنسان المهذب. ومن هنا لا بد من دفعه أو تحاشيه بستر الفم الفاغر المتثائب باليد، وحجب منظره عن الجالسين، بذلك جاء الهدي النبوي الكريم معلما المسلم التصرف الاجتماعي اللبق الذي لا ينفر الجالسين، ولا يشعرهم بملل المتثائب من مجالستهم، ورغبته في انصرافه عنهم أو انصرافهم عنه.
وكلما وضع الإسلام أدبا للتثاؤب في المجالس، وضع أدبا للعطاس، فعلم المسلم كيف يفعل إذا دهمه العطاس، وماذا يقول، وكيف يشمت العاطس ويدعو له.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
إن الله يجب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله