تعالى كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله. وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان)) (?).
إن هذا الحادث الانعكاسي البسيط لا يمر في حياة المسلم دون أن يكون له ضوابط وقواعد وآداب، تجعل المسلم يحس في أعماقه أن هذا الدين جاء لصلاح أمره كله، فلم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا نظمها ووضع لها الصيغ الخاصة بها التي تربط الإنسان دوما بالله رب العالمين.
فإذا ما عطس فعليه أن يقول: الحمد لله، وعلى سامعه أن يقول: يرحمك الله، وعليه أن يجيب على دعاء صاحبه بدعاء: يهديكم الله ويصلح بالكم، وهذا ما أرشد إليه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي رواه البخاري:
((إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاجبه: يرحمك الله. فإذا قال له: يرحمك الله فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم)) (?).
وصيغة هذا الدعاء: ((يرحمك الله)) تسمى التشميت، وتقال للعاطس على سبيل الاستحباب إذا حمد الله تعالى، فإن لم يحمد الله فلا يشمت، وفي ذلك يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه)) (?).
وعن أنس رضي الله عنه قال: ((عطس رجلان عند النبى - صلى الله عليه وسلم -، فشمت