وأمثالها سببا في تداعيه وانهياره، والمسلم النموذجي الحق الذي يريده الإسلام هو الذي جمع بين حسن العبادة وصفاء النفس وحسن المعاملة، فطابقت سريرته علانيته، وصدق فعله قوله، فمن هذا المسلم وأمثاله يرتفع صرح المجتمع الإسلامي الراشد القوي، فإذا هو كما وصفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وهذا هو المجتمع النظيف المتماسك الراقي الجدير بحمل رسالة الله للناس.

ناصح:

والمسلم الحق لا يبرأ من هذه الصفات الذميمة فحسب، بل يتحلى بالخلق الإيجابي البناء، خلق النصح الصادق لكل مسلم في مجتمعه، إيمانا منه بأن دينه هو النصيحة بعينها، كما قرر ذلك الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقوله:

((الدين النصيحة))، قلنا: لمن؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم)) (?).

وكان الصحابة الكرام يبايعون الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الصلاة والزكاة والنصيحة لكل مسلم، يشهد لذلك قول جرير بن عبد الله رضي الله عنه: ((بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم)) (?).

إن في اقتران النصيحة بالصلاة والزكاة في بيعة هذا الصحابي الجليل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لدليلا على أهميتها في ميزان أعمال المسلم، وخطورتها في تقرير مصيره في آخرته، ومن هنا كانت خليقة أصيلة من خلائق المسلم الصادق التقي، الحريص على حسن عاقبته يوم الحساب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015