ومما يلحق بهذه الصفات القبيحة غير اللائقة بالمسلم التقي: الحسد، ولذلك حذر الرسول الكريم منه تحذيرا شديدا إذ أخبر أن الحسد والإيمان لا يجتمعان فى قلب مؤمن: ((لا يجتمع في جوفي عبد الإيمان والحسد)) (?).
وعن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا)) (?).
إن من سمات المسلم الحق صفاء النفس من الغش والحسد، ومن الغدر والضغينة، وإن هذا الصفاء ليدخل صاحبه الجنة، وما هو من العباد المكثرين من العبادة، القائمين الليل، الصائمين النهار؛ فقد أخرج الإمام أحمد بإسناد حسن والنسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال:
كنا جلوسا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنه)) فطلع رجل من الأنصار (?)، تنطف لحيته من وضوئه (?)، فد علق نعليه بيده الشمال، فلما كان الغد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل مقالته أيضا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى. فلما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - تبعه (?) عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال: إني لاحيت (?) أبي فأقسمت إني لا أدخل عليه ثلاثا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت، قال: نعم، قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئا، غير أنه إذا تعار (?) وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر، حتى يقوم